أعلن المكتب الإعلامي لحيد العبادي رئيس الوزراء العراقي، حرص بغداد على ألا ينعكس أي تصعيد محتمل في سوريا على الوضع في العراق.
أكد سعد الحديثي، المتحدث باسم مكتب العبادي، في حديثه لوكالة “السومرية نيوز”، أن تطورات الأوضاع في سوريا يجب ألا تسمح لتنظيم “داعش” الإرهابي بالبقاء أو التوسع في مناطق أخرى.
وأضاف الحديثي أن أي تدخل عسكري في سوريا سينتج عنه خلل في بنية الدولة الوطنية، وفقًا للباحث المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية، أحمد كامل البحيري، موضحًا أن هذا الوضع هو الأمثل لعودة الجماعات الإرهابية لسوريا وعلى رأسها “داعش”، التي ستحل محل مؤسسات الدولة الأمنية في حالة عدم وجود بدائل لها.
وأشار الخبير بمركز الأهرام والدراسات الإستراتيجية، في تصريحات لـ “الوطن”، إلى نمو الجماعات الإرهابية في العراق عقب الغزو الأمريكي عام 2003، والتي خرجت منها “داعش”، ضاربًا المثل أيضًا بالحالة السورية نفسها عقب الخلل الذي حدث في بنية الدولة الذي أنتج وجود جماعات إرهابية كثيرة على رأسها “داعش”، لافتا إلى الحالة اليمنية كذلك.
الحالة الوحيدة التي يمكن من خلالها تفادي رجوع “داعش” لسوريا، عقب التدخل الأمريكي المحتمل، هي أن ألا تؤثر الضربات على بنية الدولة ومؤسساتها، وفقًا للبحيري، مؤكدًا أن أي ضربات ستوجه لمواقع أمنية وعسكرية سينتج عنها دخول الجماعات الإرهابية، نظرًا لعدم وجود بدائل لفرض الأمن ومكافحة الإرهاب.
الفوضى هي البيئة المناسبة لتنامي الجماعات الإرهابية وعودتها للمشهد، حسبما أكد أحمد بان، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، مشيرًا إلى أن إنهيار السلطة في سوريا، وتفكك مؤسسات الدولة المحتمل، نتيجة الغزوة البربرية التي ستقوم بها أمريكا -حسب تعبيره-، نتيجتها الوحيدة هي الفوضي المؤدية لعودة الجماعات الإرهابية لسوريا، وفي مقدمتها “داعش”.
وأشار بان في تصريحات لـ”الوطن”، إلى ما سماه حالة التعبئة المضادة التي حدثت في العراق عقب الغزو الأمريكي، ونتج عنها جماعة “التوحيد والجهاد”، التي تحولت فيما بعد لـ “داعش”، موضحًا أن تصريح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في محله تمامًا ونابع عن تجربة حقيقية عاشتها العراق.
وأضاف الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أنه لا توجد وسيلة لتفادي عودة “داعش” لسوريا حالة الهجوم الأمريكي، موضحًا أن أمريكا لا تقوم بتدخلات عسكرية جراحية أو ذكية، ولا تخلف ضرباتها إلا الفوضى المناسبة للإرهاب
