منوعات
وسيم السيسى (فى البدء كانت مصر )

الدكتور وسيم السيسى دائما مايطرح علينا النظرة الشاملة العميقة فى كتاباته بما له من خبرات وقراءات ودراسات . يقف بعيدا ليرى المشهد كاملا وليعطى رؤية مترابطة لاتخلو من وجهة نظر شخصية أحياناً . قد نختلف أو نتفق معها ، لكن لايمكن تجاهلها . وهو شديد الدقة فى سرد الأحداث وتواريخها . وغالبا لديه الدليل على صحة معلوماته . واليكم هذا المقال الهام
بدعوة كريمة من مدير كلية الحرب العليا بالعاصمة الإدارية، لإلقاء محاضرة عن المؤامرات التى تحيط بمنطقة الشرق الأوسط، حدثتهم عن الفرق بين المخطط والمؤامرة، فالمخطط هو من أجل التعمير والعمران، أما المؤامرة فهى من أجل الإضرار بفرد أو جماعة أو شعب أو دولة من أجل الضرر فقط أو الاستفادة الناجمة عن هذا الضرر كالغاز، البترول، المعادن النادرة.
بدأت هذه المؤامرات منذ عصر الخديو توفيق، الوطنى أحمد عرابى، وبالرغم من أنها كانت انكسارًا عسكريًا فى موقعة التل الكبير إلا أنها كانت انتصارًا للوحدة الوطنية، فقد اندلعت المظاهرات مطالبة بعزل توفيق وعودة عرابى.
ثم ظهرت المؤامرة الصهيونية فى بازل سويسرا حين أعلن تيودور هرتزل أنه بعد ٥٠ سنة لا بد أن يكون هناك وطن لإسرائيل، وبعد ٥٠ سنة فعلًا كان التقسيم ١٩٤٧، ثم إعلان دولة إسرائيل ١٩٤٨. مات هرتزل ١٩٠٤، فتولى الوكالة اليهودية حاييم وايزمان الإنجليزى، الذى تحالف مع رئيس وزراء إنجلترا سير هنرى كامبل بازمان، فكان مؤتمر ١٩٠٥ الذى ظل منعقدًا سنتين، وأسفر عن توصيات ١٩٠٧ التى أعلنت على وفود ٧ دول أوروبية، مؤداها قاعدة عسكرية للدول الاستعمارية اسمها إسرائيل، وظيفتها: عدم استقرار أو تقدم الدول المحيطة بها، والمقابل هو حمايتها والعمل على تقدمها وهيمنتها.
مات سير هنرى كامبل بازمان ١٩٠٨، تحالف وايزمان مع وزير خارجية إنجلترا بلفور، الذى أصبح رئيسًا للوزراء ١٩١٧ فكان وعد الذى لا يملك لمن لا يستحق، أعنى وعد بلفور المشؤوم. قامت الحرب العالمية الأولى ١٩١٤-١٩١٨، سقطت روسيا القيصرية، سقطت الخلافة العثمانية، سقطت ألمانيا، تدفقت الهجرة اليهودية على فلسطين، ثورات عارمة ١٩٣٩ فى فلسطين ضد اليهود، رفضنا التقسيم، هُزمنا فى حرب ١٩٤٨ «٢٠ دولة عربية ضد إسرائيل»، ظهر برنارد لويس «١٩١٦-٢٠١٨» تقدم بمشروع تقسيم كل دولة عربية إلى دويلات «١٩٨١» إلى برجنسكى مستشار الأمن القومى فى عهد جيمى كارتر، وبعد ٣ سنوات من الدراسة، أقر الكونجرس الأمريكى المشروع بالإجماع، مصر تقسم إلى أربع دويلات، السعودية ثلاث، العراق ثلاث… إلخ.
أطراف الصهيونية العالمية خمسة: ١- أمريكا. ٢- إنجلترا. ٣- إسرائيل. ٤- تركيا. ٥- الجماعات المتأسلمة كالإخوان، داعش، طالبان، كلها صناعة أنجلو أمريكية، سقطت العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، وكانت مصر عشم كوندوليزا فى الجنة حين كانت تحلم وتقول: الجائزة الكبرى مصر.
عرضت عليهم كتابين يجب قراءتهما: ١- رهينة خومينى. ٢- لعبة الشيطان «أمريكا» وأدواته «الجماعات المتأسلمة».
وأخيرًا عرضت على الشاشة إهداء أحد كتبى: فى البدء كانت مصر:
إلى من أنقذ بلادى من ثقب أسود رهيب يلتهم الشموس والمجرات، إلى من بدل حياتنا نورًا بعد ظلام، أملًا بعد يأس، حياة بعد فناء، إلى جيش بلادى العظيم وقواته المسلحة.
أهدى هذا الكتاب.