توفى منذ قليل اللواء جميل عزيز قديس أحد أبطال حرب إكتوبر الذين ساهموا فى النصر العظيم . وقد شارك الفقيد فى حرب اليمن وحرب 67. وجريدة الملايين تنعى فقيد الأمة الغالى .
وتشكر الأستاذ حسن العدينى الذى أبلغنا بالخبر .
ونقدم للسادة القراء إحدى مقالات الراحل العزيز لنتعرف على أفكاره وإهتماماته
لواء جميل عزيز قديس يكتب: حرب أكتوبر نظرة موضوعية لنصر عسكرى
حرب أكتوبر 1973 المقصود بها هو رد الإعتبار للقوات المصرية ومحو الأثر الذى خلفته هزيمة يونيو 1967 وأتخذ قرار الحرب قبل بدء العمليات الحربية بأن تتقدم القوات المصرية بعد عبور قناة السويس أكثر من 20 كيلو متر إلى الشرق من القناة وذلك لإعتبارات سياسية فلم يكن مطلقاً المقصود أن نسترجع أرض سيناء كلها حرباً وإنما كان المقصد أن تضطر الدول الكبرى التدخل والقيام بالعمل اللازم لإجلاء إسرائيل عن الأراضى العربية المحتلة لذا بلغ التضامن العربى في هذه الحرب ذروته حيث شارك عدد من الدول العربية في الحرب إلى جانب مصر وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية وإستخدام سلاح النفط بطريقة ناجحه لأول مرة في تاريخ الصراع الإسرائيلى . وإذا تأملنا للخطة المصرية عام 1973 كانت تتضمن تدمير خط بارليف والتوقف للدفاع 15 كيلو شرق القناة فحسب وذلك لضعف قواتنا الجوية وعدم توافر الدفاع الجوى الصاروخى فهناك تفوق جوى معاد ونحن نعتمد على الصواريخ المضادة للطائرات المتمركزه على مسافه 5كم غرب القناة والتى يصل مداها إلى مسافه 20 كم وبالتالى فإن أى تقدم لقواتنا خارج منطقة الدفاع الجوى الصاروخى المتمركز غرب القناة ستكون فريسة سهلة لطيران العدو . إلى هنا لا أريد أن أقحم القارىء في تفاصيل المعركة المعلومة لدى الجميع إنما أريد أن أوضح أنه لم تكن صدمة حرب أكتوبر 1973 هينه ليس فقط على الدولة الصهيونيه ولكن أيضاً على الولايات المتحدة الأمريكية التى صدمت كما صدم الإسرائيليون بروعة وشجاعة وكفاءة المقاتل المصرى التى كشفت عن أمرين أولهما مدى إعتزاز المصريين بأرضهم وثانيهما مدى عمق الكراهيه والعداء لدى هؤلاء المقاتلين للعدو الصهيونى ..من هنا نلاحظ التوافق الأمريكى الإسرائيلى على قرار إستراتيجى مشترك مفاده منع المصريين من تكرار هذه التجربه مرة أخرى أى منع المصريين من إمتلاك القدرة على تحقيق إنتصار عسكرى جديد ضد إسرائيل أو أن تعود قوة قادرة على تهديد الأمن والوجود الإسرائيلى في المستقبل من هنا كان الهدف كله إجبار المصريين على التفاوض المباشر مع الإسرائيلين تحت غطاء فك الإشتباك العسكرى وهو التفاوض الذى تطور فيما بعد من عسكرى إلى سياسي حتى جرى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في مارس عام 1979 وهى المعاهدة التى حولت التفاوض إلى تطبيع العلاقات .