الأمن القومى و مصر .
الأمن القومى له تعريفات عدة ، فهذا المصطلح ظهر فى الغرب اولاً، و كان يشير إلى الجانب العسكري أكثر من الجوانب الأخرى .سوف نتقابل مع بعض التعريفات و نضع أيدينا على بعض النقاط التى نحتاجها لأمننا الوطنى و القومى المصرى.
١- الأمن القومي لدى والتر ليبمان Walter Lippman ” هو عدم التضحية بقيم الدولة الجوهرية” خصوصاً القيم العسكرية و المقدرات السياسية و الإقليمية.
٢- اما فريدريك هارتمان F.Hartman قال إنه “حماية القيم الجوهرية و المصالح الحيوية و منها الأهداف المتوسطة والبعيدة المدى.”
٣- و قدم جيرالد هويلر تعريف آخر و هو “حماية الدولة ضد جميع الأخطار الداخلية و الخارجية التى قد تؤدي إلى الوقوع تحت سيطرة اجنبية نتيجة ضغوط خارجية أو إنهيار داخلي.”
٤- هوليستى K.J.Holsty عرّف الأمن القومى بأنه”هو الذى يسمح للدولة بالتدخل فى شئون الدول الأخرى بغرض توسيع النفوذ و تغيير السلوك ، و امتلاك القدرة على التأثير فى المنطقة المحيطة أو على دول الجوار.”
٥- أما التعريف المتداول الذي صاغه أحد الأساتذة المصريين ،”فهو حماية الأمة من جميع انواع الاعتداء الخارجي و التجسس و الاستطلاع المعادى، و أعمال التخريب و التأثيرات المعادية الأخرى.”
خلال هذه التعريفات الخمس السابقة سوف نتطرق إلى بعض المسئوليات المصرية تجاه الأمن القومى ، و بعض التحديات الموجودة بالفعل بمصر و بدول الجوار.
أعمدة الغرفة الرئيسية لحجرة الأمن القومى و الوطنى لأى دولة هى كالاتي:
ا- تحديد مصادر التهديد.
ب- تحديد نوع التهديد .
ج- تحديد أهداف التهديد.
د- تحديد وسائل التهديد.
——————————
أولاً:-
مسئوليات مصر تجاه أمنها القومى.
١- التوغل و التدخل فى علاقات أمنية و دبلوماسية مع الدول الأفريقية ، فسياسة بعض الدول الأفريقية و تحالف مصالحها مع مصالح دول أخرى مثل إسرائيل ، يعتبر هذا تهديد واضح و صريح للأمن القومى المصرى.
و أمثلة على ذلك ، انقسام السودان ، و مشكلة مياه النيل.
٢- العمل على أحياء و إنعاش الذاكرة الجماعية للشعب المصرى ، لكى يظهر للعالم بتنوعه الفريد.و لا يسود الذاكرة الجماعية وجهاً واحداً نصدره للعالم إعلامياً ، بقصد او دون قصد، على أنه الوجه الوحيد لمصر.
٣- الاهتمام بالهوية المصرية ككل ، فمصر مكونة من تراث فرعونى و قبطى و اسلامى.
٤- الاهتمام بالهيكل الاقتصادى و الاجتماعى.
٥- عدم تقويض الإدارة المصرية ، بوضع أشخاص قليلي الوعى والخبرة فى أماكن حساسة ،مختلفة ، مثل التعليم و الإعلام ، فهذا يؤدي إلى انهزام المجتمع داخلياً ،و يؤثر سلباً على الأمن الوطنى و القومى.
فهزيمة الدول فى عصرنا الحالي لا تحتاج إلى احتلال اجنبي ، بل بطرق عديدة من الممكن هزيمتها من الداخل.
٦- الاهتمام بالاعلام ، على أن يكون ذو وعى و ثقافة و هوية.
٧- تنوع مصادر تسليح القوات المسلحة ، وهذا حدث بالفعل فى السنوات الأخيرة.
——————————
ثانياً:-
تهديدات الأمن القومى المصرى.
١- اسرائيل بوضعها الجغرافى و السياسى هى تهديد دائم لمصر و لأمنها القومى.فيحب على مصر التعاون مع كل أطراف العداء مع إسرائيل معلوماتياً و مخابراتياً، و ذلك لأن اسرائيل الآن توسع دائرة حلفائها فى المنطقة.
٢- تهميش دور مصر الريادى .
معاهدة السلام جعلتنا لفترة طويلة ، محايدين سياسياً ، لكن الآن الحمد لله القيادة الحالية تعمل على إعلاء دور مصر فى المنطقة سياسياً و دبلوماسياً.
٣- عالم المعلومات و شبكة الإنترنت.
هذا العالم تستغله الدول المتقدمة فى نشر الانقسامات و التشرذم و التفتت. فيجب علينا أن نعى هذا و نحذر الشباب من الكتائب الالكترونية التى تعبث بالعقول.
٤- و من تعريف هوليستى ، التعريف الرابع للأمن القومي ، سالف الذكر ، يجب علينا أن نزيد علاقاتنا الأمنية بكل دول الجوار و غير الجوار.
و الله المستعان ، لا نطلب من الله إلا خيراً لهذا الوطن العزيز.
بقلم / عونى سيف ، القاهرة.