fbpx
اخبارتحقيقاترياضة

5 أسباب أدت إلى فشل الانقلاب العسكري على أردوغان


متابعه : كارولين سمعان

“الانقلاب العسكري في تركيا”، هو الحدث الأهم على الساحة الدولية والعربية والمصرية، منذ مساء أمس الجمعة، حتى الآن، فبعد أن كانت كافة الوكالات في بداية الأمر تشير إلى انقلاب عسكري تركي، بدأ بفرض السيطرة على ممر البوسفور الواصل بين قارتي أسيا وأوروبا، فضلا عن السيطرة على مطار أتاتورك، والسيطرة علي التلفزيون التركي وقناة TRT الحكومية.

وأذاع عناصر الجيش المشاركة في محاولة الانقلاب بيانات مفادها سيطرة الجيش على البلاد، إلا أن أردوغان سرعان ما أعلن رفضه للانقلاب وتوعد الرئيس التركي بمحاسبة المسؤول عن الانقلاب، فضلا عن حديثه بأن هذه المحاولة هي خير حدث لتطهير الجيش، ولم تمر سوى ساعات قليلة حتى فشل الانقلاب، فلماذا فشل الانقلاب العسكري التركي؟.

 

1- الانقسام داخل الجيش

وفي هذا السياق، قال الدكتور حسن أبو طالب، مستشار معهد الأهرام للدراسات السياسية، إن “هناك عدة أسباب أدت إلى فشل الانقلاب العسكري في تركيا على أردوغان، تأتي في مقدمتها وجود انقسام داخل الجيش التركي”.

لافتًا إلى وجود نوع من أنواع الاستقطاب ما بين مجموعات قريبة من أردوغان بصورة شخصية ويحصلون على كثير من الامتيازات، ومجموعات أخرى ترى أن هذه السياسات لا تقسم الجيش فقط، إنما تضع الجيش أيضا في مواجهة تحديات ليست من مهامه.

وأكد أبو طالب لـ”التحرير”، أن هناك حالة غضب داخل عدد من أفرع الجيش، بسبب الحرب الضروس التي يخوضها الجيش ضد شعبه من “الأكراد”، لافتًا إلى تسرب بعض المعلومات ولاسيما في الصحافة الإنجليزية، عن دخول قوات من الجيش التركي وقتل وتدمير المنازل للأكراد، فضلا عن تشريد ما يزيد عن 300 ألف كردي في العراء، ولكن لا يتم الإعلان عن هذا الأمر لوجود مصالح بين نظام أردوغان والدول الكبرى، خاصة في ظل تواجد تركيا داخل حلف الناتو، وفي هذه الحالة “تسكت الألسنة عن الحديث عن حقوق الإنسان”.

 

4- «الهواة» لا يكملون انقلابا

وأضاف مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، أن من أسباب فشل الانقلاب، هو افتقاده لعوامل النجاح لأي انقلاب، حيث أن الانقلاب ليكتب له النجاح، لابد أن يبدأ بتقييد حركة القيادات والرموز في البلد، بينما كل ما أقدم عليه الانقلابيون، هو إلقاء القبض على رئيس الأركان باعتباره متواجدا في القيادة، بينما كانت حركة أردوغان ورئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية بمنتهي السهولة والأريحية، واصفا هذه المحاولة بانها صادرة عن “هواة”.

وأشار إلى أن فشل الانقلاب، وإحداث انقسام داخل الجيش، سيؤدي إلى ضرر للقوات، منوها بأن الجديد في فشل الانقلاب هو وجود صور تنكيل بالجنود، وحالة من الاحتقان بين الجنود والمواطنين أنفسهم، وهذا الأمر مؤذٍ للغاية، والجيش التركى لفترة كبيرة كان له مكانة لدى المواطنيين وعندما يقدم بعض المواطنين على إزلال الجنود، فهذا عواقبه مؤسفة، والجنود في ينفذون تعمليات القادة، فالمفترض أن يكون هذا الغضب موجه للقادة لا للجنود البسطاء.

3- الانقلاب متوقع حدوثه منذ أكتوبر الماضي

وعن ما يتردد عن أن الانقلاب “مفتعل”، أكد أبو طالب، أنه غير مفتعل، مستشهدا بوجود تقارير تتسرب منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، عن “شم” وتوقع حركة داخل قوات الجيش على أردوغان ، لأنه لم يصبح الزعيم صاحب السيطرة، وبالتالي باتت هناك محاولات للانقلاب عليه،

فضلا عن وجود تقارير صريحة نشرت في فبراير ومارس الماضي تشير لوجود حركة للانقلاب على أردوغان داخل الجيش التركي، ثم خرج رئيس الأركان في مارس الماضي فى لقاء مع أردوغان، ليؤكد وجود تناغم بين الرئيس والقوات التركية، وأن القوات التركية تدين بالولاء لأردوغان.

 

4 -ولاء الأمن لأردوغان 

وكشف أبو طالب أن الانقلاب دليل على فشل فى الإدارة التركية على كافة الأصعدة، حيث بات واضحاً فشل القوات العسكرية التركية وفشل الاستخبارات التركية في مواجهته، وهذا يعد هو النقطة السوداء الحقيقة التي أظهرها هذا الانقلاب.

وأفاد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، بأن ولاء “الأمن” لأردوغان، هو من أفشل الانقلاب وذلك لأنه خلال السنوات الأربعة الماضية أحدث أردوغان حركة كبيرة شملت تغيير آلاف من رجال الأمن والمئات من القضاة، من الموالين لحركة فتح الله جولن، وجلب من هم ماولون بصورة مباشرة لأردوغان، بالإضافة إلى نجاح أردوغان عن طريق الكثير من القوانين، في اختيار قيادات جيش، ولم يختر أردوغان إلا من هم موالون له بنسبة 100%.

5 – انحياز الشعب لـلديمقراطية

بدوره، قال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الانقلاب العسكري، فشل لأن مجموع الضباط الذين قاموا بهذ الانقلاب لم يحصلوا على تأييد شامل لهذا الانقلاب داخل الجيش التركي، والفشل الأول هو الفشل في السيطرة على القوات المسلحة التركية، وهو السبب الرئيسي والجوهري لفشل الانقلاب، بالإضافة إلى الفشل في السيطرة على أجهزة الأمن.

كما أشار السيد، إلى أن الأحزاب السياسية التركية وقفت إلى جانب أردوغان لإنجاح التجربة الديمقراطية، فضلا عن أن حزب العدالة والتنمية تمكن من حشد العديد من أنصاره، هذا بخلاف رفض الشعب التركي لهذا الانقلاب، وانحيازهم للتجربة الديمقراطية، لافتا إلى أن الشعب التركي رفض الانقلاب العسكري، ليس حباً في أردوغان ولكن لحبهم فى النظام والديمقراطية.

إهانة أردوغان للجيش سيحدث انقلابًا أكثر تنظيمًا

وشدد أبو طالب، على أنه ليس من المتصور أن نرى الجيش ينكل به في الشوارع، وأن يرفع أردوغان يده عن هذا الأمر، أو لا يحاول التصرف بعقلانية للتصدي لهذا الإجراء، ولكن الواقع سيكشف تمادي أردوغان فى إهانة القوات المسلحة، لأنه سيتمسك بأن الشعب هو من جاء به لتولي مقاليد الحكم في تركيا.

مؤكدًا أن تركيا ستشهد انقلابًا أكثر تنظيما فى الفترة المقبلة، وسيتفادي كافة السقطات التي أدت إلى فشل انقلاب أمس.
هذا الخبر منقول من : التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com