fbpx
اخباررياضةمنوعات

رسالة لقبائل قنا .. في بداية سنة جديدة

بقلم أمجد وهيب

قنا لها طبيعة إجتماعية خاصة ، فهي مدينة القبائل، والعائلات من مسلمي ومسيحى المدينة الأصليين ، وكل قبيلة لها نظام مجتمعي غاية في الخصوصية ، من سكن وسوق عام ،من خضار وفاكهة ،وأنشطة تجارية وعقارية، وسكنية خاص بكل قبيلة ، ف قنا بها ثلاثة قبائل رئيسية (قبيلة الأشراف – قبيلة الحميدات – قبيلة الجبلاو ) أما القبيلة الرابعة فهي قبيلة أقباط مصر الاصليين من مسلمي ومسيحى المدينة واريافها وقراها الأصليين ، وهؤلاء يعيشون ويتعايشون مع تلك القبائل في أمن وسلام ، كما يقطنون كل أحياء المدينة دون التركيز علي منطقة قبلية معينة ، ولهم الحرية الكاملة في السكن وإقامة تجارتهم وبيزنس الشراكة( التجارية، والصناعية، والعقارية، وامتلاك الأراضي بين كل قبيلة ، وبالتالي كل تجمع قبطي تجده مرتبط بعلاقات إجتماعية ، أثيرة ومتينة وقوية ، بكل قبيلة يقطن معها هذا التجمع القبطي ، والكل يتسارع علي الود والإحترام وتقدير الأخر في شكل الحياة اليومية، وفي مناسبات الأحزان والأفراح ، لذا فقد احزنني بشدة وغيري من عقلاء المدينة ما حدث يوم الجمعة الموافق ٢١|١٢|٢٠١٨م ،نتيجة شجار بين أسرتين ينتميان لقبيلتين مختلفتين، إحداها ينتمي لقبيلة الجبلاو ،والأخرى ينتمي لقبيلة الحميدات ،نتج علي أثر الشجار.. نتيجة لعدم موافقة جار ل جاره علي فتح إحدي النوافذ علي أرض وسكن الأخر ، مما أوقع الخلاف بينهما ،سقوط شابين من قبيلة الحميدات قتيلاً، والأخر حالته حرجة ،ويتطلب رعاية صحية خاصة !، وقد أربكت تلك الحادثة واحزنت كل سكان المدينة ، الحزن يخيم علي الجميع لاسيما وأن تلك القبائل تربطها علاقة صداقة وطيدة مع أقباطها، وبينهما حكايات انسانية ،واجتماعية متجذرة في أعماق النفوس ، ولاننسي الدور السياسي للقباءل مع المناضل المصري والمحامي المفوه مكرم باشا عبيد ممثل البرلمان المصري ،وأبن قنا الوجيه ، وأحد زعماء حزب الوفد ، والابن الروحي لسعد باشا زغلول ، والذي دوماً ما كان ينجح بإكتساح شعبي ، أثناء تمثيل الشعب القبطي والقبلي تحت قبة البرلمان، مع رجال القبائل القناوية ، وبالأخص مع السيد حامد ياسين ، والسيد اسماعيل معتوق ، والمؤسس الفعلي لجامعة جنوب الوادي ، كذلك علاقته وانتمائه لقبيلة الحميدات والجبلاو ، من واقع امتلاكه ب آلاف الأفدنة في ذات حرم سكناهم ، أنها قيادات شعبية وحزبية وسياسية وإنسانية رفيعة، قادت الحركة القبلية بحكمة وبصيرة واقتدار ، وعرفت قيمة المواطنة ، ودور السلام الإجتماعي في إستقرار الأوضاع وتسييرها ،وجدوا للسلم ومن أجل تلاحم النفوس القبلية ، والانسانية وتعايشها ، لذلك خلدت أسماؤهم وحفرت في قلوب شعب قنا وأجيالها، فالمشاكل القبلية دوماً ،لاتخلف إلا الخراب والدمار ، ووقوع الضحايا ، وترميل وتيتيم الأطفال والأبناء والنساء ، أننا في نهاية عام قد أقترب علي انصرامة أياماً معدودة ، نطلب من الله بتسهيل مهمة عقلاء وحكماء كل قبيلة بإنهاء هذا الصراع ، والذي يخلف خصومة وعداوة لاتنتهي ، وحرصاً علي حقن الدماء بين القبيلتين ، فما أجمل أقدام المبشرين والداعين والجادين إلي السلام ، لقد تقابلت مع أحد الأباء القمامصة، وكم شعرت بمحبتة وحرصة وخوفة علي تعكير صفو هذه العلاقة ،علي الأجواء الاحتفالية للكنيسة ،ولحمة الشعب القناوي كله ،حيث كل القبائل تأتي بوفود تمثلها من رجال كل قبيلة للتهنئة بأعياد رأس السنة الجديدة وبميلاد “السيد المسيح ” ،والذي يحظى ميلاده بمحبة وكرامة في نفوس كل المصريين وقبائلها ، لدرجة أن هذا الأب قال لي “أننا نصلي ككنيسة من أجل عودة الأمن والسلام فيما بينهم ، ونأمل أن أعياد رأس السنة والميلاد تجمعنا معاً كما اعتدنا ، خالص العزاء لأسر الضحايا، وليصبر الله قلوب الأباء والأمهات، ونطلب من الله نجاح الجهود والمساعي الحكيمة علي المستوي الأمني والقبلي .. وحمى الله بلادنا وشعبها من كل شر،وشبه شر .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com