يعرف المثقف بأنه الشخص الذي يقرأ كثيراً ويستخلص من كثرة القراءة مايفيده ويفيد الآخرين،وذلك بتوصيل لهم خلاصة تجاربه الفكرية.. من أمهات كتبه التي قرأها ..يقاس المثقف بنوعية الكتب التي أثرت في حياته ،وغيرت من أوضاعه ،ومستوى تفكيره، ونظرته للآخر،وتفهمه للحياة وقدرته علي استنباط وكشف المشكلات المجتمعية ،ونظرته الفلسفية في المستجدات التي تطرأ علي المجتمع وحلها بعقل راشد ذكي ، هوية المثقف لاتقاس علي حفظة لمجموعة من الكتب لكبار الكتاب العالميين أو المحليين ولا بكثرة كلامه واطراؤه بالأدب الروسي أو الفرنسي أو الإنجليزي ، إنما المثقف مازادته القراءة حكمة وفطنة ومعرفة ..جداتي لم يجيدا القراءة ولا الكتابة ولكن رغم عن ذلك كانوا يسردون لنا القصص التي تربوا عليها وحفظوها بالتسليم من أهاليهم ، تلك القصص الموجهه لنا لنأخذ منها النصائح والعبر دون أن ندري !ولو كانت موجهه في صيغة أوامر، ما انتبهنا لها ولا اصغينا .. هؤلاء من وجهة نظري من مثقفي الفطرة الطيبة ..الدرجة والشهادات العلمية ليس مقياساً علي التصنيف كمثقف ، ولنا مثال بعض الخريجين من جامعات عريقة وكانوا وصمة عار علي التعليم ومستقبله في بلادنا ! ..عفريت الليل يصدقه الطفل الساذج ..شماعة خوف تبثها الأسرة محدودة التعليم والتربية الخاطئة في نفوس أطفالها ليستجيبا للأوامر المؤقته والتي تصبح عندهم فيما بعد خوف مرضي دائم لاستجابات خاطئة تتوارثها الأجيال !ويصعب علاجهم منها ..المثقف لابد أن يكون مستنيراً يتعامل بمخزونه المعرفي مع كافة البشر من بداية الأمي البصمجي إلي أعلي الشهادات العلمية والتي ربما لاتكفي لاستنارته للأسباب سابقة الذكر ،ويفهم نفسيات كل منهم، ويحتمل ضعفاتهم واخطاءهم ،وكيف يقومها وينير لهم الطريق الصحيح بالأفعال التي تثبت وتؤكد علي نضوجه وإدراكه العقلي المتزن ،لفهم واقع والوصول ب أفراده إلي بر معرفي وثير،يقبل بالتنوع إلى أن يصبح مجتمع مثالي .. تحية لكل مربي لنا وكاتب ومثقف وكتاب عظيم أنار وغذي عقولنا بلبن عقلي عديم الغش ووجه دفتنا من ظلاميات كهوف فكرية خاطئة ورجعية .أمجدوهيب