متابعه : كارولين سمعان
قمة ثنائية مرتقبة يستعد لها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة الدول العشرين المقرر انعقادها في الصين يومي الرابع والخامس من سبتمبر المقبل، يبحث خلالها الرئيسان أهم الملفات الدولية والاقليمية في المنطقة.
وأعلن مساعد الرئيس الروسي “يوري أوشاكوف”، أول أمس الثلاثاء، أنَّ الرئيس فلاديمير بوتين سيجتمع مع نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش قمة مجموعة الدول العشرين، وسيناقش الرئيسان الوضع في سوريا وليبيا، والتسوية الفلسطينية – الإسرائيلية.
وستركز المباحثات على تعزيز العلاقات التجارية – الاقتصادية، مؤكدًا أن القرار حول إنشاء منطقة تجارة حرة بين الاتحاد الأوراسي ومصر سيُتخذ قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف، أنه ستجري خلال اللقاء مناقشة قضايا تحقيق عدد من المشاريع الثنائية الضخمة، ومن بينها بناء أول محطة نووية في مصر، وإقامة منطقة روسية حرة وتأسيس منصة للتعاون بين الصندوق الروسي للاستثمار المباشر وبنك مصر لتحقيق مشاريع استثمارية مشتركة على أراضي مصر.
وذكر أوشاكوف، أن مصر تعد من شركاء روسيا الأساسيين في العالم العربي، معيدًا إلى الأذهان أن زعيمي البلدين على اتصال دوري، بالإضافة إلى الاتصالات المكثفة بين الحكومتين والبرلمانين ووزارتي الخارجية.
وأكد، أن تعزيز العلاقات التجارية الاقتصادية ستكون على رأس المحادثات، منوهًا إلى زيادة حجم التبادل التجاري خلال فترة من يناير وحتى يونيو 2016، والتي شهدت ارتفاعًا بنسبة 7% وصولًا إلى ملياري دولار.
وأكد الخبراء، أن قمة العشرين المقرر انعقادها في الصين، تعد فرصة جيدة لعقد عدة لقاءات ثنائية مع كافة الزعماء والرؤساء الحاضرين، وأشاروا إلى أن عودة السياحة الروسية وإتمام مشروع محطة الضبعة النووية سيتصدر قائمة المباحثات المصرية الروسية في بكين، إلى جانب مناقشة العديد من الملفات الاقليمية وفي مقدمتها تطورات الأزمة السورية.
الدكتور سعيد اللاوندي، رأى في تصريحات خاصة “للدستور” أن ملف الطاقة النووية السليمة سيكون على رأس مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين، وسيناقش الرئيسان مراحل إتمام مشروع الضبعة النووية بعد عرض نتائج اللجنتين المصرية والروسية.
وأضاف، أنه بخلاف ملف الطاقة النووية، سيبحث الجانبان المصري والروسي سبل مكافحة الإرهاب، كذلك إبداء الترحيب المصري بعودة السياح الروس من جديد، وعرض نتائج المباحثات بشأن تقديم سبل الأمن والأمان في المطارات المصرية لطمأنة الرئيس بوتين على السائح الروسي.
وأشار اللاوندي، إلى أن ملف الأزمة السورية سوف يكون مطروحًا في جميع الأحوال خلال أي لقاء بين الرئيس السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، خاصة وأن روسيا تفضل الحل السياسي وليس الحل العسكري، وهو ما يتفق مع الرؤية المصرية، فضلًا عن طرح ملف القضية الفسطينية في ظل المحاولات المصرية لعودة المباحثات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من جهة، ورغبة روسيا في أن تلعب دور راعية السلام من جهة أخرى.
واستبعد اللاوندي إمكانية التدخل الروسي في ملف المصالحة بين مصر وتركيا، خاصة وأن مصر ليس لديها أية خلافات مع الشعب التركي، ولكنها اشترطت عدم تدخل أنقرة في شئون مصر الداخلية، مثلما فعلت مصر وعزفت عن التدخل في الشأن التركي، مشددًا على أن مصر ليست بحاجة إلى وساطة، وليس لديها أية تنازلات.
من جانبه قال السفير معصوم مرزوق،”للدستور” أن ملف عودة السياحة الروسية لمصر سيتصدر قائمة المباحثات، إلى جانب ملف مكافحة الإرهاب، وبحث تطور الأوضاع في سوريا وما آلت إليه من تعقيدات في مناقشة موسعة بين الرئيسين المصري والروسي.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن تطرق المباحثات الثنائية بين مصر وروسيا، إلى الحديث عن ملف إنشاء محطة الضبعة النووية وعرض آخر تطوراته خاصة وأن المشروع مازال متعثرًا حتى الآن بين المتفاوضين، مشيرًا إلى أن قمة العشرين تعد فرصة جيدة للقاء المزيد من الزعماء والرؤساء وليس الرئيس الروسي فقط.
وأكد مرزوق، أنه ليس من الوارد طرح ملف المصالحة المصرية التركية خلال قمة الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، نظرًا لأن العلاقات الروسية التركية ذاتها لازالت في فترة نقاهة، مشددًا على أن استئناف العلاقات مع تركيا لابد وأن يتم من خلال مباردة حقيقية بين البلدين وليس عن طريق أي طرف آخر.
هذا الخبر منقول من : الدستور