ر.ر
ذبح والديه بسبب الميرات وفر هاربا
جريمة بشعة شهدتها الإسكندرية، ولا أحد كان يتحدث سوى عن ما جرى في شوارع منطقة الحضرة، ابن تنكّر لما قدّمه والديه طيلة عقود من الزمن وفي لحظة شيطانية قام بذبحهما، وفر هاربا من فعلته، ليكون مصيره في النهاية بين يدي الشرطة.
البداية بتناقل وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة منها السكندرية جريمة بشعة وهي قيام شخص بقتل والديه بدم بارد بشارع المدينة المنورة متفرع من شارع الإزالة بمنطقة الحضرة الجديدة، وسط المحافظة، وعلى الفور انتقل رجال شرطة قسم باب شرق إلى مكان الواقعة للتحقيق في الأمر، ولازالت التحقيقات جارية لمعرفة دوافع المتهم لارتكاب الجريمة بعد القبض عليه.
وقالت ابنة الوالدين المجني عليهما في تحقيقات المباحث، بأنها تلقت اتصال من زوجه أخيها “م.عباس” 40 عاما، بوجود خلاف بينه وبين والديها وأنه ذهب إليهما وهو في حالة عصبية ومزاجية حادة.
وأضافت الابنة أنها توقعت حدوث مشاجرة عابرة، علي إثر ذلك قامت إرسال ابنها للاطمئنان على والديها، بعد عدة محاولات باءت بالفشل للاتصال بهما وبأخيها، وفوجئت بأن ابنها يخبرها بقتل أمها وأبيها داخل الشقة.
شهود عيان
فيما كشفت إحدى الجارات، إنها شاهدت أحد الأشخاص يسارع الخُطى من سلم العقار في الصباح الباكر، مرتديًا “جوانتي” وعندما سألته عن شخصيته أخبرها بأنه عامل دش، وعن أوصافه قالت: “إنها تتطابق مع أوصاف نجل المجنى عليهما”، كما أكدت على وجود خلافات أسريّة بينهم منذ فترة ليست بالقصيرة، وكان المتهم دائم الشجار مع والديه.
وقال أحد الجيران “فضل عدم ذكر أسمه”، إنه تلقى خير الحادثة من زوجته ولم يصدق ما حدث خاصة أن المجني عليه دائم الاحترام مع من حوله.
وأضاف ، أن ابن المجني عليهما المتهم بقتلهما كان مسافرا وزوجته كانت تجلس مع والده ووالدته، وكانوا دائمي الشجار يوميًا، ثم انتقلت الزوجة إلى إحدى شقق الإيجار الجديد وانفصلت عنهما، ولم يراه إلا مرة واحدة طيلة 4 سنوات، وهذه المرة كانت خلال شهر رمضان الماضي.
وكشف شاهد العيان، أن الجاني كان يوميا فى شجار مع والده ووالدته بسبب الميراث وأحقيته فى العيش بالشقة، وورثه قطعة أرض فى محافظة أخرى، وعلى الرغم من ذلك كان الجاني تجمعه بيه علاقة جيرة ولم ير منه أي شيئ، حيث كان دائم الهدوء ويحرص على مساعدة غيره، مؤكدًا أنه لم يكن يتعاطي أي مواد مخدرة ولا أحد يعلم ما الذي دفعه لفعل ذلك حتى الآن.
وأكد أن الوالد المجني عليه كان لا يخرج من المنزل سوى لأداء فريضة الصلاة فى المسجد، وشراء الطلبات، وزوجته أيضا كانت لا تخرج من المنزل، وكانت سيرتهما طيبة ولا خلاف معهما ومع الجيران نهائيًا.
هذا وتكثف إدارة البحث الجنائي في الإسكندرية جهودها لكشف غموض واقعة العثور على جثة عجوز وزوجته المسنة داخل شقة سكنهما بمنطقة الحضرة الجديدة، ليتم تشكيل فريق بحث لتحديد مكان المتهم بوضع خطط منها التحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط المنزل لتتبع خط سير الجاني.
اللواء محمود أبو عمرة، مدير أمن الإسكندرية، كان قد تلقى إخطارًا من مأمور قسم شرطة باب شرقي يفيد بورود بلاغ من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثة رجل وسيدة متوفيين داخل الشقة سكنهما، بالعقار رقم 16 بشارع المدينة المنورة متفرع من شارع الإزالة بمنطقة الحضرة الجديدة، وسط المدينة.
تحرك سريع
على الفور انتقل ضباط وحدة مباحث القسم رفقة سيارة الإسعاف إلى موقع البلاغ، وبالمعاينة والفحص تبين وجود جثة كل من “عباس.س”، 81 سنة، وزوجته “نجاة.ع”، 80 سنة، وبمناظرة الجثتين تبين إصابتهما بجروح طعنية بعدة مناطق متفرقة من الجسم، ما أثبت وجود شبهة جنائية في الوفاة.
تم نقل الجثتين بسيارة الإسعاف إلى مشرحة الإسعاف بكوم الدكة تحت تصرف النيابة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة باب شرقي، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت سير عملية التحقيقات.
وقررت نيابة باب شرقي بالإسكندرية سرعة طلب تحريات المباحث حول الواقعة، وندب خبراء الأدلة الجنائية لإجراء المعاينة اللازمة ورفع البصمات لكشف هوية الجاني.
كما قررت النيابة ندب مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على الجثتين وتشريحهما لبيان سبب الوفاة، والتصريح بالدفن عقب الانتهاء من ذلك، كما قررت النيابة سؤال شهود العيان وجيران المجني عليها وضبط وإحضار نجل المجنى عليهما، والتحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة وتفريغها لمعرفة هوية الجاني.