انا فلاح مصري وافتخر . ترعرعت وسط النباتات .. وأنا صغير كان والدي يعلمني ان استيقظ في الصباح الباكر جدا وأول حاجة أعملها كنت برفع عيني للسماء وأقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا مريم .. يارب افتح باب ما عليه بواب وافطر معاه كالعادة طبق الفول واركب وراه الدابه وناخد معانا منديل العيش في العادة كان بيبقي فيه عيش بتاوي ( ذرة شامي ) وقطعة جبن وتقريبا فحل بصل ومعانا الفاس . نروح الحقل ونخلع ملابسنا ونستعد للشغل جنبنا عمي محمد وخلف وانور والدي يصبح عليهم بالاسم بصوت عالي صباح الخير يا ابو احمد ويرد عليه ويقول له صباح النور يا ابو جمال . انا كنت اناديهم واقول لهم ابو محمد او ابويا انور او ابويا خلف ونبدأ نشتغل كان يعلمني والدي اذاي نقلع الحشائش من حول النبات واذاي اعزقها بالفأس واحوض حواليها بالتراب .. لحد الساعة عشرة الصبح كان عندنا بلاص (فخاري) ابويا يقول روح يا ابني املئ ميه اركب الدابه واروح عند اقرب طرمبه واملي البلاص . كنت صغير اركب الدابه وانادي علي أي حد من جيرانا في الحقل علشان يرفع لي بلاص الميه . واخدهه قدامي علي الدابه وامشي بالراحة اخاف لحسن يقع مني لحد ما اوصل عند ابويا ياخد مني البلاص ويقول لم شوية حطب وولع النار .اعمل كانون من طوب والم قش وحطب واولع النار وقبل ما افتح منديل العيش ابويا يقول نادم علي الجماعة يا ابويا محمد يا ابويا انور يا ابو يا خلف تعالوا علشان نفطر الكل يجي ويجيب في ايده المنديل ونقعد جنب بعض وكل واحد يفتح المنديل ال معاه ونخلط الاكل مع بعض وناكل . نحكي ونضحك بكل بساطة ومحبة وتسامح ونشرب شاي الكانون نعمل أول دور وثاني دور ونقوم نكمل الشغل علي الساعة واحدة الظهر . نخلص ونستني بعض كل واحد يحل دابته ويركب ولو معاه حاجة نشيلها معاه ونمشي مع بعض في الطريق ندخل بيوتنا في قريتنا نلاقي والدتي منتظرانا بالغدا نقعد علي الطبليه مع بعض نتغدي بالمقسوم . وبعد كدا نريح شوية في الظهريه ونقوم مع العصر نركب دابتنا ونروح الحقل لو حد مجاش من ابويا محمد او خلف او أنور نسأل عليه وبعد ما نخلص ونروح البيت ابويا يقول يا جمال يا بني روح شوف أبوك محمد مجاش الغيط ليه النهاردة بعد العصر . اروح البيت عند ابويا محمد اقوله سلامات يعني مكنتش النهاردة بعد العصر في الغيط . يقول يا ابني تعبان وجي ليه انا كويس اقعد معاه شوية ممكن اتعشي واشرب الشاي وانا مروح ممكن مراته تكون بتخبز عيش تعطيني شوية وتقول اديهم لامك وكمان ابويا محمد ميسبنيش اروح وحدي يخاف عليا يبعت معايا ابنه الكبير احمد ويقول له وصل اخوك جمال لحد البيت .. ممكن اخويا احمد يركب الدابه ويركبني معاه ويوصلني يسلم علي ابويا وممكن تكون أمي عامله فطير علي الفرن تقول استني يا أحمد يا ابني خد فطيرة لاخواتك . يقعد اخويا احمد يشرب الشاي ونحكي شوية ويأخد الفطيره وابويا يقول له خلي بالك من نفسك لحد ما تروح …… تلك كانت مصر التي عشت فيها … فمن الذي سرقها وأين إخفائها وانا سوف أتعهد واحارب وادفع كل حياتي ثمنا لرجوعها