الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات الأسبق يشرح فكرة مبسطة عن التحول الرقمى والذى يعتبر المستقبل القريب ولابد من التعامل معه وهضمه تماما وأيضا الذكاء الاصطناعى وتأثيره على البشرية والإنسان . وهذا جزء من البحث لعلنا نستطيع نشره كاملا وهو موجود على الموقع الرسمى لمجلس الوزراء
منــذ بدايــة هــذا القــرن، وعلــى مــدى الســنوات الماضيــة، أصبــح تعبيــر »التحــول
الرقمــي« يتــردد فــي القطاعــات المختلفــة علــى جميــع المســتويات، اســتوعبه
البعــض وتفهمــه؛ فأصــاب فــي تقديــره وقــرر المشــاركة فيــه، والبعــض اآلخــر
َّردده كنـوع مـن إظهـار التحضـر ومواكبـة التطـور الـذي يحـدث فـي العالـم، وعلـى
ُ مسـتوى الحكومـات ومجـاالت األعمـال والصناعـة ر ِصـدت الميزانيـات، واعتُِمـدت
َّ االسـتثمارات؛ حيـث أصبـح حقيقـة واقعـة ال بـد للجميـع التعامـل معهـا، فلـن يكـون
َ هنــاك خيــار آخــر أو بديــل لهــا.
وقـد بـدأت »الرقمنـة« فـي الظهـور فـي أواخـر القـرن الماضـي، وتزامـن ذلـك مـع
بدايـات انتشـار أجهـزة الكمبيوتـر واسـتخدام اإلنترنـت.
علــى الجانــب اآلخــر، فــإن تطــور أجهــزة التليفونــات المحمولــة الذكيــة وتقنياتهــا
َّ وتطبيقاتهـا، أد ً ى إلـى تسـارع الطلـب علـى الرقمنـة تسـارع ً ا ملحوظـا، وانعكـس ذلـك
ً فـور ّ ا علـى مجـاالت األعمـال والصناعـة والخدمـات؛ ممـا أدى إلـى تزايـد الحاجـة
إلـى التحـول الرقمـي.
ُ َع ِّ ــرف مــاذا يعنــي هــذا التعبيــر، فــ »التحــول الرقمــي« هــو اعتمــاد
ًا ن
دعونــا أول
واســتخدام األدوات والوســائل التكنولوجيــة لرقمنــة المنتجــات أو الخدمــات التــي
تقدمهـا القطاعـات المختلفـة، ويتـم ذلـك بتحويـل البيانـات الخاصـة بهـا إلـى هيئـة
ً (، وبالتالـي يمكـن التعامـل معهـا إلكترونيـا باسـتخدام الحواسـيب،
رقميـة )صفـر1/ ّ
ســواء بالتصنيــف أم بالتخزيــن، ثــم اســتدعائها وتبادلهــا واســتنباط المعلومــات
المفيـدة منهـا بهـدف زيـادة قيمتهـا وسـهولة تسـويقها، وبالتالـي تحسـين الخدمـات
والمنافسـة وخلـق الفـرص. واتفـق الجميـع علـى أن ركائـز التحـول الرقمـي الثـاث
هــي: العنصــر البشــري، والتكنولوجيــا، والعمليــات المرتبطــة بهمــا فــي هــذا
الخصــوص.
أمـا عـن تحديـات التحـول الرقمـي، فقـد وجـد تقريـر »Gartner »لعـام 2020 أنـه
فـي حيـن أن ٪91 مـن المؤسسـات تشـارك فـي شـكل مـن أشـكال التحـول الرقمـي
و٪87 مــن كبــار قــادة األعمــال يقولــون إن الرقمنــة تمثــل أولويــة، فــإن ٪40 فقــط
مـن المؤسسـات قـد اعتمـدت المبـادرات الرقميـة علـى نطـاق واسـع. كمـا وجـدت
مجموعـة »إيفرسـت« أن ٪78 مـن الشـركات تفشـل فـي مبـادرات التحـول الرقمـي
الخاصـة بهـا. ومـع ذلـك توافقـت جميـع تنبـؤات التحـول الرقمـي علـى شـيء واحـد،
ً وهـو أن الرقمنـة تخلـق فرص ِّ ـا أكثـر مـن أي وقـت مضـى، ولكنهـا فـي الوقـت ذاتـه
ً تتطلـب عقليـة جديـدة واسـتعدادا الحتضـان التغييـر.
وسـوف نتعـرض فـي هـذا المقـال لخمسـة اتجاهـات للتحـول الرقمـي، نعتبرهـا هـي
األهـم فـي عـام ،2023 باإلضافـة إلـى ارتبـاط بعضهـا ببعـض، وهـذه االتجاهـات
ًا، ثــم مراكــز البيانــات والحوســبة
علــى التوالــي هــي: التركيــز علــى البيانــات أول
ً الســحابية ثانيــا؛ كونهــا المــكان الــذي ســوف يســتقبل هــذه البيانــات ويتعامــل
معهــا، والبنيــة التحتيــة التــي ســوف توفــر وســائل المــرور لهــذه البيانــات، واتجــاه
ً الــذكاء االصطناعــي رابعــا؛ باعتبــاره التقنيــة األكثــر اســتفادة مــن تطــور التعامــل
ً مـع البيانـات، ثـم أخيـرا عـرض نمـوذج ألحـدث -وفـي رأيـي أخطـر- تطبيـق لهـذا
التحــول الرقمــي وهــو تطبيقــات التكنولوجيــا العصبيــة.