fbpx
رياضةمنوعات

جمال رشدى يكتب :السلطة والمثقف بين الشرق والغرب

جمال رشدي : بكتب
منذ القدم هناك صراع معقّد بين السلطة والمثقف، فهما لا يلتقيان اذ لكل منهما قانون، فالمثقف متحرر من القوانيين الوضعية التي تحجم اطروحاته وابداعاته، فهو الذي يزين لوحة المجتمع بأجمل الالوان ، فهناك الباحث والمفكر والمثقف والشاعر، هؤلاء هم من يتغذي منهم مجري الحياة في المجتمع، لتتكون النظريات المختلفة علميا واقتصاديا وسياسيا وتقوم السلطة بتحويلها الي قوانيين وضعية ودساتير حكم تدير بها شئون البلاد.
هنالك نظامان يحكمان الشرق والغرب، لذا لكل واحد منهما خصائصه. الاثنان يعزفان على الآلة نفسها لكن هناك اختلاف في اللحن، والمقصود به هنا النظم والتشريعات والقوانين.
ففي الغرب هناك مكانة ذات قيمة للمبدع والمثقف، أياً كانت صفته، لذا فهو حر في تدوين الإبداع كما يراه فكرياً وعقلياً، لذا فالحرية بمعناه هذا وليس بمعان أخرى لأن لكل شيء تفسيراً معيناً ضمن خانة الحرية، بينما في الشرق يختلف الأمر، ففي معظم الدول الخاضعة لمصطلح الشرق الأوسط فإن المبدع، شاعراً كان أم كاتباً أم صحافياً، فهو علامة استفهام كبيرة في عين السلطة، ففي بعض الدول هو مراقب من الأجهزة الأمنية التي تحمل أدراجها ملفاً باسمه فيه تفاصيل ومعلومات عنه، وربما هناك كتيبة تطارده من شارع الى شارع ومن زقاق الى زقاق لمعرفة كيف يقضي المثقف يومياته، وهذا ما يميز الشرق عن الغرب، فالأول يصرف الملايين كي يراقب المبدعين، والثاني يصرف الملايين لبناء المبدعين.بعض السلطات في الشرق لا تحب النخبة المثقفة ولا تستهويها طروحاتهم وتطلعاتهم لذلك عندما يشتعل فتيل أزمة في اي قضية اجتماعية او اقتصادية او سياسية او ثقافية يكون المثقف أول الضحايا لأن السلطة لا ترتاح الى الواعي المفكر الذي ينظر الى ما بعدها هو قنبلة موقوتة في فلسفتها يجب تفكيكها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com