لابد ان نقف علي طبيعة النظام العالمي الذي تقودة الولايات المتحدة الامريكية ، وكيفية اختيارات مسؤولي المنظمات العالمية مثلما يحدث حاليا فى اختيار مدير منظمة اليونسكو والمرشحة المصرية الدكتورة مشيرة خطاب ، ورجوعا للخلف من بوابة التاريخ فقد تم اختيار الدكتور بطرس بطرس غالى سكرتير عام الامم المتحدة الاسبق ، كأحد المكافأت المعنوية التي منحت لمصر بسبب اشتراكها عسكريا في التحالف الدولي الذي قادته أمريكا ضد العراق أثناء غزوها للكويت عام 1990 في حرب الخليج الاولي ، وهذا لا يمنع ان الدكتور بطرس بطرس غالي كان يستحق هذا المنصب بجدارة لكونة من أفضل الدبلوماسيين في العالم حينذاك ، وبسبب ان آراءه لم تتوافق في عدة قضايا مع مصالح أمريكا ، لم يتم التجديد له فترة ثانية 1996 رغم وقوف عشر دول من اعضاء مجلس الأمن معه وعدم اعتراض الدول الباقية عليه إلا أن أمريكا استخدمت حق الفيتو لتحرمه من قيادة المنظمة الدولية مثل جميع السابقين واللاحقين ، هذه هى أمريكا القطب الأوحد المهيمن والمسيطر الى حد كبير فى العالم ، أمريكا والغرب والقوى الكبرى تدير سياستها طبقا لمصالحها، ولن نصدق تماما مايعلنون عن مكافحة الاٍرهاب ، هذه رواية يريدون ان نصدقها ولكن الحقيقة هم وراء صناعة الاٍرهاب تخطيطا وادارة ، ويصنعوا وكلاء لهم سواء منظمات ارهابية او دول ،أمريكا والغرب والقوى العالمية المتضامنة لن يسمحوا لمرشحة مصر الدكتورة مشيرة خطاب ان تفوز ، بسبب مواقف مصر الغير متوافقه مع مصالحهم من دعم العراق فى مكافحة الاٍرهاب ودعم وحدته ووحدة سوريا ، والمحافظة علي وحدة ليبيا عن طريق دعمها المباشر للجيش الليبي بقيادة حفتر لمواجهة الارهاب، ومواقفها الثابتة فى محاربة الاٍرهاب بالمنطقة ، واخيرا دورها في لم الشمل الفلسطيني والمصالحة الوطنية وبذلك رجعت مصر لدورها الإقليمي والعالمي ليس كتابع ، بل دور وطني مستقل نابع من مسؤولياتها التاريخية ، وبجانب ذلك دور مصر الكبير في اسقاط وافشال مشروع الشرق الأوسط الجديد ، فلابد للعلم بأن المرتشي من الدول التي لها حق التصويت في انتخابات اليونسكو ، تم توجيه سياسة تصويتها عبر مندوبا ، من الدول الكبري ليس لنجاح مرشح الدولة التي تقدم الرشوة بقدر ما هو ابعاد مرشح مصر عن المنافسة علي المنصب وذلك نتيجة للاسباب التي ذكرناها والتي تتعارض مع مصلحة امريكا والدول الكبري ، هذا المنصب لن يقلل أو يزيد من مكانة مصر التى هى قوية بشعبها العظيم ، فلنركز فى ادارة حياتنا بالعمل والعلم والثقافة والقيم ، وأتمنى ان تسود لدينا ثقافة ان نجاحنا بايدينا وعزيمتنا وعملنا وارادتنا وليس بيد اخرين ، وحتى على المستوى الشخصى كل إنسان لابد ان يدرك ان له الدور الأساسى فى مقدرات حياته.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق