حلقة جديدة من مسلسل العنف ضد الأطفال، دارت مشاهدها، مساء الأحد، داخل إحدى المدارس الخاصة في منطقة العمرانية بمحافظة الجيزة، إذ أقدم طفل في الصف الأول الإعدادي على تشويه وجه زميله البالغ 13 عاماً باستخدام «موس»، وأمام زملائهما، وفر هاربًا خارج أسوار المدرسة، تاركًا زميله غارقًا في دمائه، إثر إصابته بجرح قطعي في وجهه من أسفل عينه وحتى الشفاة العليا.
بدأت الواقعة بتلقي والدة الطفل، التي تعمل مدير مالي بإحدى شركات الأدوية، اتصالًا هاتفيًا من إدارة المدرسة، أخبروها فيه بأن نجلها «خالد»، في الصف الأول الإعدادي «يعاني من نزيف».
تقول الأم الثلاثينية لـ«المصري اليوم»، الإثنين، إنها «تركت عملي الساعة الثانية ظهرًا في منطقة وسط القاهرة، وهرولت مسرعة إلى المدرسة، وصلت بعد ساعة، بسبب الزحام المروري، فطفلي خالد مريض سكر، ويتعالج بالأنسولين، وأعلم تمامًا أن النزيف يهدد حياته، طلبت من المعلمة، التي حادثتني في الهاتف أن أكلم ابني حتى اطمئن عليه، لكنها رفضت في البداية، وبعد إلحاح تحدث إلى وقال لي: (الحقيني يا ماما، أنا مجروح)».
وأضافت الأم: «دخلت المدرسة فوجدت طفلي غارقًا في دمائه في فناء المدرسة، الدم على وجهه وحقيبته وقميصه، وشقيقه يوسف (في الصف الرابع الابتدائي) يقف بجواره حاملًا حقيبة أخيه، ويبكي، والمدرسين وزملاءه يقفون حوله يتفرجون عليه، لا يقومون بإسعافه، وعندما سألتهم لماذا لم تسعفونه ؟ ردوا بأنهم يعلمون أنه مريض سكر، ولا يعرفون كيف يعالجونه ؟»، مشيرة إلى أنها «عرفت منهم أن زميله في الفصل فاجأه بطعنة بـ«موس» في وجهه أمام زملائه وفر هاربًا، وبالطبع كان ملوثًا وعليه صدأ، هرولت بابني ووضعنا قماشة على وجهه لتخفيف النزيف، وعالجته أوليًا، وتوجهت إلى قسم شرطة العمرانية، وحررت محضر رقم 3373 جنح قسم العمرانية لعام 2018، اختصمت فيه الطفل باسمه الثنائي، الذي أعرفه، واختصمت إدارة المدرسة ومديرها، وشقيقته، ثم توجهت للبحث عن دكتور لإجراء جراحة تجميلية لطفلي».
وتابعت: «توجهت إلى إحدى المستشفيات الخاصة في فيصل، وتم تدبيس وجه خالد، وعدنا إلى المنزل، مستوى السكر ارتفع لـ600، لكن بعد إعطائه الأنسولين، حالته الصحية تحسنت نوعًا ما، لكن نفسيته تأثرت، بسبب قيامي بنشر صوره على (فيس بوك)، وحاولت إقناعه بأني فعلت ذلك لأجل أن لا يضيع حقه».
وعن السبب الذي دفع التلميذ المتهم بتشويه وجه «خالد»، قالت الأم: «ما عرفته أنها مجرد غيرة بين الزملاء، خالد برغم أنه مريض سكر لكنه متفوق دراسيًا، والمدرسة عينته رائدًا للفصل، وهنا تعرض لنّفسنة من زميله، لكن لم أكن أتصور أن الغيرة قد تدفع تلميذًا لتشويه وجه زميله بـ(موس)»، حسب قولها.
وطالبت والدة الطفل المجني عليه وزارة التربية والتعليم بالتحقيق في الواقعة، وإعادة حق ابنها، قائلة: «مصاريف المدرسة 8 آلاف جنيه، ولم أتصور أن يتعرض طفلي لمثل هذه الواقعة، إصابة داخل المدرسة هددت حياته لن أترك حقه يضيع».