اهتمت ابرز صحف اوروبا الغربية الصادرة اليوم الخميس بعدد من المواضيع المحلية والدولية ، منها، تداعيات قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الايراني، والعلاقات بين الحكومة الإسبانية وحزب الوسط ( سيودادانوس ).
وكتبت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية ان مبررات انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي الايراني تتأرجح بين الوعود الانتخابية للرئيس،وأفق التوصل الى صفقة افضل مع طهران،مشيرة الى ان دونالد ترامب ومحيطه يقدمان منذ الثلاثاء كل انواع المبررات الداعية الى الانسحاب من الاتفاق الموقع سنة 2015 مع ايران.
واضافت الصحيفة ان ايا من المبررات المقدمة لا يفسر تفضيل الغاء اتفاق غير مثالي على الاحتفاظ به ولو بشكل مؤقت في انتظار حل بديل، مبرزة انه في عالم ترامب والصقور المحيطين به، ليس امام ايران وكوريا الشمالية سوى الامتثال للقرارات الامريكية، وان الحلفاء مدعوون لاختيار معسكرهم.
من جانبها تساءلت صحيفة (ليبراسيون) عما اذا كان الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي الايراني، يشكل فرصة بالنسبة لاوروبا، معتبرة ان قرار ترامب يعتبر تغيرا غير متوقع للتحالفات التي يمكن ان تطرأ على التوازنات الجيوسياسية.
وذكرت الصحيفة بان ترامب يضع الاوروبيين اليوم في موقف لا يحسدون عليه، فاما ان ينصاعوا لسياسة خارجية وتجارية مملاة من طرف الامريكيين ، او يعتبرون انه آن الاوان لتحويل اروبا الى قوة ليس فقط اقتصادية بل سياسية ايضا.
في السياق ذاته كتبت صحيفة “فرانكفورتر روند شاو” الالمانية تحت عنوان “عمل مجنون”، أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران قد يكون بمثابة إشارة انطلاق لسباق تسلح نووي، مؤكدة أن أوروبا تواجه مهمة لا يمكن حلها.
وكتبت اليومية “على المرء أن يكون متفائلا، يمكن القول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أضاف إلى قائمة طويلة من بؤر التوتر العالمية عن طريق اختيار الانسحاب من الصفقة النووية مع إيران، بؤرة أخرى. لم يحدث الكثير”.
غير أنها اعتبرت أن “هذا الافتراض خاطئ لأن الكثير حدث. بعد مرور أكثر من 73 سنة على نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا ، عندما بدأت مرحلة جديدة من العلاقات عبر الأطلسي، غير ترامب جوهريا النظام العالمي المتعدد الأطراف الذي عرفناه حتى الآن”.
وكتبت صحيفة “باساور نويه بريس “ان الرئيس وسفيره في ألمانيا “يمثلان جنونا أمريكيا جديدا يعتقدان أنهما مؤهلان لجعل العالم يرقص على لحنهما ، حتى يخاطران بالعلاقات عبر الأطلسي، التي لا يكترثان لها”.
لكن في ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، تضيف اليومية، فإن ائتلافا من الحكماء قد تشكل بالفعل، مبرزة انه إذا نجحت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين في الحفاظ على روح الاتفاقية الإيرانية ، فان ذلك سيشكل بارقة أمل بالنسبة للعالم.
من جانبها، أشارت صحيفة “فيستفاليشن ناخريشتن” الى أن أوروبا تضغط بقوة ضد مؤججي الحرائق السياسيين في البيت الأبيض، مضيفة “ومع ذلك ، فإن فرص النجاح في الحفاظ على الاتفاق مع إيران ليست وردية ضد القوة الاقتصادية الأمريكية ، ولن تتمكن أوروبا من فرض نفسها الا إذا تكتلت في وحدة قوية ورسمت طريقها الخاص”.
وكتبت صحيفة “لوتون” السويسرية ان الأوروبيين يتعرضون مرة أخرى لاستخفاف من قبل “حليفهم الأمريكي” ، مما يعتبر خيبة أمل جديدة وإذلالا.
وتساءل كاتب الافتتاحية “هل يستطيع الأوروبيون الحفاظ على هذا الاتفاق كما يقولون؟” ، مشيرا إلى أنهم منقسمون إذ في حين أن الرئيس إيمانويل ماكرون يقول إنه يمكن تصور اتفاق أوسع نطاقا، استبعدت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني أي إعادة تفاوض بشأن نص الاتفاق الموقع سنة 2015.
وبالنسبة لصحيفة “تربيون دو جنيف” ، فإن التخلي الأمريكي عن الاتفاق النووي يعد نكسة للأوروبيين الذين كانت جهودهم لإقناع ترامب بعدم انسحاب بلاده من الاتفاقية النووية بدون جدوى.
وتوضح الصحيفة أن “باريس ولندن وبرلين تقترح التفاوض مع إيران على اتفاق جديد يأخذ في الاعتبار المخاوف الأمريكية بشأن تطوير الصواريخ الباليستية من قبل طهران ، فضلا عن أنشطتها التي تعتبر مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط”.
أما يومية “فانت كاتر اور”، فترى أن إيران تأمل في تعزيز نموها من خلال زيادة تبادلاتها التجارية وابرام عقود مع شركات أجنبية، لكن الشركات الأوروبية يمكن أن تشعر بالاحباط بسبب الغرامات التي قد تتكبدها الشركات التابعة لها في الولايات المتحدة.
في المنحى ذته قالت صحيفة ( لاراثون ) الاسبانية إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أثار غضب طهران وقلق الدول الأوربية التي تبحث عن حماية مصالحها واستثماراتها بإيران .
وأشارت إلى أن هذه الأزمة التي أدت إلى حدود الآن إلى ارتفاع أسعار البترول قد تكون لها انعكاسات عسكرية خاصة على الجبهتين السورية واليمنية .
الى ذلك اهتمت الصحف الاسبانية بالعلاقات بين الحكومة الإسبانية وحزب الوسط ( سيودادانوس ) بالإضافة إلى عودة التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع طهران .
وأكدت صحيفة ( البايس ) أن ألبرت ريفيرا زعيم حزب الوسط ( سيودادانوس ) قرر وضع حد لدعم حزبه لتطبيق الفصل 155 من الدستور الذي تم بمقتضاه إقالة الحكومة المحلية لإقليم كتالونيا بهدف وضع حد للمسلسل الانفصالي بهذه الجهة .
وأضافت الصحيفة أن ( سيودادانوس ) يؤاخذ على الحكومة الإسبانية التي يقودها الحزب الشعبي عدم بذل مجهود كافي لمواجهة مناورات الانفصاليين بجهة كتالونيا مشيرة إلى أن سحب دعم الحزب للحكومة لن تكون له أية عواقب أو انعكاسات عملية لأن حزب ألبرت ريفيرا سيواصل دعمه لمشروع القانون المالي لعام 2018 الذي قدمته الحكومة .
ومن جهتها كتبت صحيفة ( إلموندو ) أن ريفيرا اتهم الحكومة الإسبانية بعدم تطبيقها بصرامة لبنود الدستور ضد تحدي الاستقلال بجهة كتالونيا دون تحديد ماذا سيترتب عن قرار سحب هذا الدعم .
واعتبرت الصحيفة أن هذا القرار يشكل الحلقة الأولى ضمن الحرب الانتخابية التي تتواجه فيها الأحزاب الثلاثة الأولى بالبلاد وهي الحزب الشعبي و ( سيودادانوس ) ثم الحزب العمالي الاشتراكي خاصة بعد نشر نتائج استطلاع للرأي حول نوايا التصويت كشفت أن حزب ( سيودادانوس ) تفوق على الحزب العمالي الاشتراكي وأصبح قريبا من صفوف الحزب الشعبي.