لا أحد ينكر الدور الأمني في مصر، بمكونه التنظيمي والخدمي ، كعنصر هام من عناصر الأمن والأمان ،ولا أحد ينكر الدور المسخر والمفعل من رجاله للتصدي ومحاربة الجريمة والمجرمين ،ولكل خارج عن القانون ، لكن ما حدث أول امس من إعتداء احد حراس الأمن والمكلف ب حراسة كنيسة “نهضة القداسة ” والتابعة لمطرانية المنيا وأبو قرقاص علي اثنين من أقباط الكنيسة (أب – وابنة ) والفجيعة أن هذه الجريمة لم تأتي من أحد المجرمين، والإرهابيين ، والخارجين عن القانون، بل بنيران صديقة من أحد الركائز الشرطية والمكلفة بالحماية ،والحراسة ،والتأمين علي الممتلكات، وعلي حياة وأرواح الآمنين .. أن ماحدث من هذا الشرطي ، إنما يمثل هدم وفقدان للثقة بين المواطن وشرطته والمنوط بها اشعاره بالرعاية والحماية ، فإذا فقدت الثقة فقد الوطن ،وبرطع الإجرام والفتن والدساءس ،ربوع بلادنا، وفتت واضعف وحدتها وقوتها ،وجعل البلاد مسرحاً للتخريب والتدمير، وفي النهاية حروب واقتتال ، لايجب أن نقلل أو نستهين بتلك الحادثة، فربما بداية منظمة، للعبث واللعب في الشأن الداخلي للوطن وزعزعة استقراره وسلامه ، وبداية تخطيط جيد للوقيعة والعداء بين المواطن ، وبين شرطته ورجالها.. انهاحادثة لايجب أن تمر دون محاسبة رادعة للجاني،وألا نكتفي بتقديمة إلي محاكمة عاجلة، بل لابد من غلق منابع كل فكر خبيث يبث أفكاره في عقول ضعيفة وضيقة يتلقفها ويصدقها من أمثال هذا الشرطي القاتل ، وعلي ذلك لابد من إعادة هيكلة جهاز الشرطة لأفرادها من الأمن، وتأهيلهم نفسيا وثقافيا واجتماعيا ، لابد من تفعيل الدراسات النفسية المؤهله لتخريج صف امني متسقاً ومنضبطاً نفسياً ، وقادر علي ضبط انفعالاته ،ومسيطر وملجم لغضبه، وقادر علي التعامل مع الأحداث الأمنية بعقل واسع وبصيرة أمنية غير تقليدية في تعامله مع الجريمة والمجرمين وحتي مع المواطنين العاديين ، ما جعلني أكتب مقالي، تلك الحادثة والتي هزت كل كيان وضمير مصري ، كذلك حبي وخوفي علي هذا الكيان الشرطي ، فإذا فقد المواطن الثقة به ،قل علي بلادنا يالا السلامة.. أن هؤلاء القتلي والأبرياء المصريين موضع الإعتداء، لم يأتوا بأسلحة نارية، لعمل إرهابي ضد الأمن وإرهاب وتدمير وتخريب الوطن، بل كانت مشاجرة عادية ! فلماذا إستعراض القوة والفتونة ! أتمني مقابلة مع هذا الشرطي في محبسه .. ل اسئله سؤال واحد .. ماذا كنت ستفعل أثناء مزابح الإرهاب لأقسام الشرطة ورجالها ؟ إذا كنت متواجد لأداء واجب الحراسة والمكلف به؟ أعتقد وأجزم أن في مثل حالته ومثاله ، سيكون أول الهاربين ! .. فالمواقف تبين معادن الرجال !، لأن مافعله يمثل جبن حقيقي ،واستعراض قوة علي أبرياء عزل ! ولماذا؟ .. يسأل عليها الجهاز الشرطي عند تأهيله ل أمثال هذا الشرطي ، قبل إلحاقه بالخدمة ،وحمل سلاح العمل، لأعظم مهمة وطنية ،وهي حماية الوطن وشعبه ، إن هذه الحادثة ماهي إلا ناقوس خطر ، ينذر ويحذر النظام الأمني بأكمله ، بإعادة هيكلة جهازه الامني، لإختيار الأكفاء من بين أفراده ،وإعادة تأهيلهم تربويا، وتعليميا، وثقافيا ،ونفسيا، .. كيف يؤتمن الذئب علي حراسة الحمل ؟! من أمثال ونوعية تعليم هذا الشرطي!.. تقديمه للمحاكمة ليس كافياً ،وأن اهدءت وبردت قلوب أهل الضحايا ، بل لابد من سرعة البت في الحكم لعودة الثقة بين المواطن وجهازه الأمني، كذلك ضرورة تقديم واجب التعازي، والإعتذار الرسمي من جهاز الشرطة نفسه ، والذي دوماً ما نفخر به وبرجاله ، ونخاف عليه كجهاز منوط به الحماية والأمن والأمان للمواطنين .. وهذا لا يقلل من شأنه ، بل يزيد من رصيده ورصيد رجاله ،من الأمناء والشرفاء ، علي خدمة الوطن وشعبه ، إنها أساسات البناء الوطني لزرع الثقة بين الجهاز الأمني ومواطنيه ، لابد من زرع الثقة بين المواطن وشرطته ، وكشف العناصر الخبيثة من بين رجاله .. فهذا لن يضعف من صورتها بل يزيدها شجاعة وقوة .