لم أرى في حياتي شياكة مربي تربوي بقدر مارأيتها في شخصية “سمير بك حكيم “و “رشاد بك فندي” ..الأول مديراً لنا في مدرسة قنا الإعدادية الحديثة ، والثاني وكيلاً أنذاك لوزارة التعليم بنفس مدينتي..لقد كان سميربك حكيم رغم كونه مديراً لمدرسة إعدادي ومدرساً مشهوراً لمادة العلوم للمرحلة الإعدادية إلا أن اداءه بالمدرسة كمدير يفوق الوصف .. كان مغرماً بالفن التشكيلي وأحد فنانينه! وكانا بمكتبه “حامل لوحات ” عليها لوحة تتغير بعد الإنتهاء من رسمها بأخرى استعداداً لفكرة جديدة تسر ناظريها .. وهكذا..عند زيارة”رشادبك فندي ” كان “يوم عيد ” حيث تري شكل العلاقة الحميمية والملفتة للنظر عند لقائهما معاً .. يتبادلان بعد الزيارة السمر، وترى الضحكات تجلجل أركان مدرستنا كنا نراها وانطبعت ب ذاكرتنا.. أثناء جلسة السمر وتقديم الضيافة ..يبدأ سمير بك حكيم عرض لوحاته ل “وكيل الوزارة” ومعه مستر وليم مدرس التربية الفنية والفنان أيضا ً، وكان يشكل مع سمير بك حكيم تنافساً فنياً مبني علي حب الجمال وإظهاره وعجبي علي تلك الأنامل فعند مسكها للفرشاة وغمسها بالألوان تخرج من العدم ابداعاً ومن اللاشيء وجود، ومن المحدود أنهاراً وحياة وخلود بقيت وتحدثت عنهم حتي بعد رحيلهم !، غيرت واثرت في وجداننا كاطفال وزادت من حبي للفن رسماً وتذوقاً ، لقد كانت مدرستنا واحة أمان وقلعة حصينة للعلم والتفوق الدراسي لتلك الإدارة الجادة و شخصية كاريزما سمير بك حكيم وما جعلة ينجح في الإدارة دون ضغوط وهيئ له نجاح إدارته وقفت ومساندة صديقه رشاد بك فندي وكيل الوزارة أنذاك .. الأثنان رحلا عن عالمنا ولكن لم يرحلا من ذاكرتنا ، لقد وجدنا شخصياتهم كما هي دون تلون أو اصطناع بعد تخرجنا وإنتهاء سنوات الدراسة الجامعية ، نفس الهيبة والإحترام والهندام المنسق والشياكة المعهودة ، أتذكر “عصاه عزيزة ” عصا الرعاية والتي كانت ترعبنا والتي لم أسلم من أزاها ههههه نتيجة لتأخيري وزملائي عن حضور طابور الصباح فتم احتجازنا ومعاقبتنا منه بأربعة عصايات من “عزيزة” .. علي أيدينا ههههه ولم تهمنا ولم تؤثر فينا عصاه الرقيقة بقدر خوفنا من اهتزاز صورتنا أمامه ههههه ، أجمل مايميز مدرستنا الإذاعة المدرسية “مجمعة المواهب” شعراً وغناءاً ومن قارئ النشرات الإخبارية والمحاورين من الطلاب حيث أبتدع سمير بك حكيم نوعاً خاصاً من الحوار فيه يتم يومياً إستضافة معلمي ومعلمات المدرسة للتعرف علي السيرة الذاتية والأسرية والإجتماعية للمعلم وبث خبراته من خلال الأسئلة الموجهه له من خلال الطالب المذيع أوكلها إلي مستر جمال “معلم اللغة العربية” ، لقد كانت مدرستنا “مركزاً للمعلومة” الثقافية والسياسية ولباقي الفنون .. لقد رحلوا عنا وتركوا لنا ذكري تسعدنا عند تذكرهم، وتعيد لنا تجارب لابد أن نهتم بوضعها الدولة كواجهة للتعليم الجيد ،والمثل العليا التي يقتضي بها الطالب ومعلمه .
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
-
حادث دهس وسط لندن وإصابة 8 أشخاص3 يونيو، 2020