متابعه : كارولين سمعان
شهد سعر صرف الدولار بالسوق الموازية ” السوداء”، تراجعاً ملحوظا خلال الأربعة أيام الماضية، وبلغت قيمة التراجع حتى الان نحو 3.50 جنيه.
ومع التحركات الأخيرة للمجموعة الاقتصادية بالحكومة، خسر مضاربو الدولار رهانهم على العملة الخضراء بالسوق الموازية “السوداء” بعد إعلان الحكومة عن استهدافها تمويل برنامجها الاقتصادي بنحو 21 مليار دولار على ثلاث سنوات من بينهم 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي في خطوة من شأنها تخفيف حدة الأزمة التي تعاني منها مصر بسبب شح الموارد الدولارية.
والإجراءات التي اتخذتها الحكومة، أصابت حركة تعاملات السوق الموازية “السوداء”، بالشلل التام، نتيجة للحملات التفتيشية التي تقوم بها لجان البنك المركزي، بجانب مداهمات مباحث الأموال العامة لشركات الصرافة المخالفة.
ترصد “بوابة أخبار اليوم” الأسباب الرئيسية لتراجع سعر صرف الدولار بالسوق السوداء، والتي يأتي على رأسها إعلان الحكومة يوم الثلاثاء الماضي عن بدء مصر مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، لإقراضها نحو 12 مليار دولار خلال ثلاثة سنوات، على أن يتم ضخ نحو أربعة مليارات دولار سنوياً، الأمر الذي يؤدي إلي دعم الاحتياطي النقدي وتوافر العملة الأجنبية.
اجتماع السيسي بالمجموعة الاقتصادية:
أعقب هذا الإعلان عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالمجموعة الاقتصادية ومحافظ البنك المركزي، والذي وجه فيه المسئولين بتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبنى الحكومة وتغليظ العقوبات علي مضاربي السوق السوداء بالدولار .
وفي خلال ساعات قليلة، تراجع سعر الدولار بالسوق السوداء، بنحو جنيهان بعد امتناع المضاربون بالدولار عن شراءه، الأمر الذي أدى تراجعه علي هذا النحو خلال 6 ساعات فقط بعد اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالمجموعة الاقتصادية و ومحافظ البنك المركزي.
ضبط المضاربين بالدولار:
وكثفت الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بوزارة الداخلية، خلال الأيام الماضية حملاتها التفتيشية على شركات الصرافة المخالفة وعلى السوق السوداء للدولار، ونجحت في ضبط 10 شركات صرافة لقيامها بالاتجار بالنقد الأجنبي بالسوق السوداء بمحافظتي القاهرة والجيزة، بالإضافة إلى ضبط عدد من الشركات لمزاولة نشاطها، بالرغم من صدور قرار محافظ البنك المركزي بإلغاء التراخيص الممنوحة لها.
كما أسفرت الجهود في مجال ضبط تجار العملة المًُتعاملين بالنقد الأجنبي خارج نطاق السوق المصرفية، عن ضبط 18 قضية إتجار بالنقد الأجنبي بالسوق السوداء، بمبالغ مالية بعملات مُختلفة تعدت الأربعة ملايين جنيه مصري، وفي مجال تحويل الأموال من الخارج عن ضبط 32 قضية تحويل أموال من خارج البلاد بطرق غير شرعية بمبالغ مالية كبيرة تعدت ملايين الجنيهات.
إغلاق شركات الصرافة:
تزامن مع ذلك قيام لجان التفتيش بالبنك المركزي، بشن حملات تفتيشية على شركات الصرافة، أسفرت عن إغلاق 10 شركات صرافة خلال الأيام القليلة الماضية بسبب متاجرتهم بيع الدولار بالسوق السوداء، وبذلك يرتفع عدد الشركات المغلقة لـ 23 شركة في القاهرة والجيزة والإسكندرية، نتيجة لمخالفتهم لتعليمات البنك المركزي، وبيع وشراء الدولار بالسوق السوداء.
ويتراوح سعر بيع الدولار بالسوق السوداء بين 9.50 جنيه و 9.60 جنيه للشراء، و 10.10 جنيه و 10.40 جنيه للبيع، حسب مكان البيع، في الوقت الذي تلتزم فيه شركات الصرافة بشراء الدولار من العملاء بالسعر الرسمي المعلن، فيما تحجم عن بيعه للعملاء تجنبا للخسائر.
وكانت أسعار الدولار شهدت خلال الأيام الماضية زيادة تاريخية في أسعاره بلغت نحو 2.50 قرشا، نتيجة حالة الترقب التي يعيشها القطاع المصرفي، بعد تصريحات محافظ البنك المركزي الأخيرة، والتي فسرها البعض بإمكانية قيامه بتخفيض جديد في سعر الجنيه المصري، ولجوء المتاجرين للمضاربة على سعر الدولار بشكل كبير دون وجود سبب حقيقى لزيادة أسعاره.
