اكتشف الباحثون لأوّل مرة كوكبا عملاقا سليما نجا من انهيار نجمه. ونشر الفريق العلمي الدولي، من ضمنهم علماء الفيزياء الفلكية المقيمون في سويسرا، النتائج التي توصلوا إليها في مجلة الطبيعة (Nature).
كان العثور على كوكب كبير بالقرب من بقايا نجم أمرا مستبعدا جدا وغير متوقّع. فعندما يموت نجم شبيه بكوكب الشمس، في العادة يتحوّل إلى كومة حمراء عملاقة تلتهم كل ما في مدارها. وفي وقت لاحق، ينهار النجم ويتحوّل إلى قزم أبيض ضخم، وهو النواة الباردة للنجم الميت ويكون بحجم الأرض. وتشير النتائج إلى أنه حتى بعد موت نجم نموذجي، يمكنه أن يبقى مدارا لكواكب عدة.
وتوصّل الفريق في برن إلى اكتشافه بمساعدة تلسكوب القمر الصناعي العابر لاستطلاع الكواكب الخارجية (TESS) التابع للإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء، المعروفة باسم وكالة ناسا. وقاد باحثون من مركز الفضاء التابع لجامعة برن تحليلا ضوئيا للكواكب، وقد أطلق على هذا التحليل تسمية WD 1586 b.
الكوكب الغازي أكبر بكثير من القزم الأبيض الذي يدور كل 1.4 يوم، من مسافة أقرب بحوالي 20 مرّة من كوكب عطارد إلى الشمس. ويفترض فريق الباحثين أن الكوكب الغازي قد انتقل إلى مدار قريب بعد مرور فترة طويلة نسبياً من تقلّص النجم من طور العملاق الأحمر إلى قزم أبيض- وإلا لكان قد تم ابتلاعه.
ويصل حجم الكوكب الغازي إلى 14 ضعف حجم كوكب المشتري. ولا تزيد درجة حرارته عن 17 درجة مئوية، وتوصّل الباحثون إلى اكتشاف ذلك من خلال استخدام تلسكوب سبيتزر التابع للناسا.
في غضون مليارات من السنين، سوف تتحوّل الشمس أيضا إلى قزم أبيض. وخلال مرحلة تحوّلها إلى عملاق أحمر، من المحتمل أن يتم ابتلاع عطارد والزهرة، وليس مستبعدا الأرض كذلك. وبناءًا على هذا الاكتشاف الأخير، ربما تنجو فقط الكواكب الغازية من النظام الشمسي من هذا المصير .
في العام الماضي، أفاد باحثون بوجود قرص غاز يدور حول قزم أبيض. ويبدو أن للغاز تركيبة مشابهة لنبتون وأورانوس، وهو ربما ما دفعهم للاعتقاد بأن الغاز يأتي من كوكب. هذا على الرغم من إنهم لم يتمكنوا من التعرّف على هذا الكوكب.