في إطار سعي الولايات المتحدة الامريكية لاستكمال بسط سيطرتها على الوطن العربي كضرورة استراتيجية لإستمرار هيمنتها وتفردها برسم السياسات الدولية بادعاء تحقيق مصالحها الحيوية وأمنها القومي وأمن الكيان الصهيوني وشرعنته وتمكينه من قيادة المنطقة تحت أسم الشرق الأوسط الجديد ،وذلك في محاولة لإلحاق هزيمة تاريخية بالأمة العربية ومشروعها التحرري بعد أن نجحت في تدمير البنى التحتية والاقتصادية وتفتيت اللحمة الوطنية وتمزيق الأرض وزرع الفتن والاقتتال والإرهاب في عدة ساحات عربية تحت غطاء ربيع عربي مزعوم ، وذلك إضعافا لقدرات الأمة ومنعها من التصدي للعدوان واسترجاع الحقوق العربية المغتصبة في فلسطين .
ومع توالي الأحداث واتساعها واختلاط الأوراق في الوطن العربي جراء عتو وعلو النظام القطري ،وشيوع الظلم والاستبداد والتخلف وغياب الديمقراطية والحكم الرشيد وفي ظل تصاعد العدوان الخارجي على الأمة العربية ، مما أدى ألى أضعاف مرتكزات القوة الذاتية وحدوث فراغ استراتيجي كبير أدى الى عودة قوى الهيمنة الامبريالية على الأوضاع في في الوطن العربي و الى حرية العمل الاستراتيجي للولايات المتحدة والكيان الصهيوني على حساب الأمن القومي العربي الشامل .
تعيش الأمة العربية اليوم محنة ووضعا مركباً ًوصعباً وتقف فيه على أعتاب مرحلة فاصلة في تاريخنا تخوض فيها معارك التخندق الأخير .
هذه المحنة التي لم تنتج نتيجة لخلاف تكتيكي في وجهات النظر حول قضايا تتعلق بحركة التفاعل مع الأحداث على المستويات المحلية والقومية والاقليمية والدولية ، بل هي نتاج انقسام استراتيجي حول مستقبل هذه الأمة ومصيرها .
وفي ظل هذه الأوضاع فإن الأمة العربية وفي طليعتها قواها الحية القومية والتقدمية لم تكن بحاجة ألي وقفة تأمل ومراجعة وألى المحاولات الجادة لإعادة القراءة ودقة التأويل كما هي عليه اليوم .
وفي مقدمة ذلك العمل على إفشال المخططات الأمريكية وأدواتها في المنطقة بإعادة الاستقرار للساحات العربية المستهدفة ومنها الساحة اليمنية وذلك بقيام القوى الشعبية العربية بواجبها وتحمل مسؤولياتها برأب الصدع وفرض إرادة الأمة وإصلاح ذات البين وعودة الأمور الى طبيعتها وتجاوز الأزمات بالحوار المباشر بين الأطراف المتناحرة والمتصارعة من خلال المحددات التي تصب في المصلحة العليا للوطن العربي الوطنية والقومية وعلى ضوء ما سبق وتحديدا في الحالة اليمنية التي تدخل الحرب في اليمن وعلى اليمن عامها الرابع وقد لوحظ أن هناك وضمن أطراف الصراع اطرافا داخلية وعربية وأخرى اقليمية تسعى لإطالة أمد الحرب والمزيد من تأزيم الموقف وبما يلحق المزيد من الأضرار بالشعب اليمني وانطلاقا من استشعارنا للمسؤولية القومية وما تفرضه القيم والمبادئ والثوابت القومية نرى أن يتم إعادة النظر والاحتكام الى صوت العقل والضمير من خلال خارطة طريق تخرج اليمن من أزمتها الراهنة وتفتح آفاق رحبة وواسعة لإحلال الأمن والسلام والاستقرار في هذا الجزء العزيز والغالي من وطننا العربي وبما يسهم في تحقيق السلام والجوار الآمن لكل الدول العربية والاقليمية من خلال السلام القائم على الاحترام المتبادل للخصوصيات الثقافية ووحدة الأرض والحفاظ على المصالح الوطنية والقومية للأمة التي تتفق مع الأهداف والمصالح المشتركة للشعب اليمني ، وبما يخدم التنوع ويقلص التباينات ويحترم الاختلافات ويثري المشهد بالتنوع واحترام الخصوصية الداخلية للمجتمع اليمني ، وعلى ضوء ذلك نرى :-
• نطلب من كافة الفرقاء اليمنيين الوقف الفوري لإطلاق النار والدخول في مفاوضات لتحقيق السلام العادل الذي يضمن للجميع دون أقصاء أو تهميش إدارة البلاد وفق مشروع شراكة ترعاه المنظمات والهيئات الدولية وأصدقاء اليمن في العالم .
• دعم كافة المبادرات السياسية والجهود الاقليمية والدولية التي تهدف الى وقف الحرب في اليمن ومن ضمنها مبادرة الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد .
• على دول التحالف العربي اتخاذ قراراً فورياً بوقف القصف الجوي على المدن اليمنية ودعم الخيار السلمي في اليمن كخيار وحيد لابديل عنه .
• تحقيق السلم الاهلي في اليمن باعتباره جزء لايتجزء من وطننا العربي الكبير وبما يضمن الحفاظ على هوية اليمن العربية ووحدة أراضيه في اطار وحدته الوطنية .
• • حقن دماء ابناء الشعب العربي في اليمن من خلال المصالحة الوطنية بين كافة الفرقاء المتصارعين من خلال اعلان الوقف الفوري للحرب .
• • التأكيد ان لليمن هوية قومية وثقافية واحدة باعتباره يمثل أحد المكونات الحضارية للأمة العربية وأصل العرب منذ فجر التاريخ .
• نؤكد في التيار القومي العربي على خطورة الوضع القائم في اليمن نتيجة الحرب التي تدخل عامها الرابع ونحذر من خطرها الذي سيلحق الضرر في حالة استمرارها بالدول العربية وبدول الجوار الاقليمي وان استمرار الحرب في اليمن يندرج في إطار مؤامرة تستهدف الوطن العربي برمته ولا تستثني احد من العرب .
• ايجاد خارطة طريق يشترك في صياغتها عدد من المفكرين والسياسيين العرب لتكون بمثابة دليل نظري لأطراف الصراع في اليمن من خلال تأسيس اللجنة القومية لوقف الحرب في اليمن .
تتمحور حول تشكيل حكومة وحدة وطنية من الكفاءات بعيدا عن المحاصصة الطائفية والحزبية والمناطقية تكون مهامها تطبيع الأوضاع وإجراء انتخابات تشريعية خلال ستة أشهر .
لقد كانت الجماهير العربية وستبقى هي الحاضنة لأي عمل نضالي بعيدا عن ثقافة الاستسلام والتغريب والتكيف في أتجاه الشروط الامريكية الصهيونية لتسوية الصراع العربي الصهيوني ومع موقف الأمة الثابت في استعادة كل الأجزاء المغتصبة من وطننا العربي وفي مقدمتها فلسطين التاريخية .
اخيرا يؤكد التيار القومي العربي ممثلا في القيادات السياسية والمثقفين الموقعين على هذا البيان انهم سوف يستمرون في مناشداتهم من خلال العمل مع كل القوى الخيرة التواقة الى تحقيق السلام في العالم من خلال العديد من الفعاليات المزمع تنفيذها من خلال اللجنة القومية لوقف الحرب في اليمن .
صدر بتاريخ 26\3\2018م