ر.ر
توفى الفقيه الدستوري الدكتور شوقي السيد اثر اصابته بفيروس كورونا
توفى الفقيه الدستوري، الدكتور شوقي السيد، مساء اليوم، الجمعة، بعد معاناة مع إصابته بفيروس كورونا المستجد، منذ يوم 11 نوفمبر واستمر عزله دخل إحدى المستشفيات الخاصة، حتي وافته المنية اليوم.
وتقام صلاة الجنازة غداً السبت، بمسجد المشير طنطاوي، بالتجمع الخامس بعد صلاة الظهر.
الدكتور شوقي السيد، المستشار بمجلس الدولة سابقاً، وعضو لجنة تقنين الشريعة والقانون بمجلس الشعب، في الفترة من 1979 حتى 1984 وعضو مجلس الشورى فى الفترة من 1995 حتى عام 2011، وعضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، ووكيل حقوق الإنسان بمجلس الشورى وعضو المجلس الأعلى للصحافة الأسبق.
الدكتور شوقى السيد، الفقيه القانونى وأستاذ القانون الدستورى تربى الدكتور شوقى السيد على قاعدة أرساها والده فى داخله منذ صغره تقول: «أى إنسان كى تصبح له قيمة فى الحياة وداخل مجتمعه، يجب أن يحدد أهدافه التى يسعى لتحقيقها، ولأجل أن تتحقق تلك الأهداف، لا بد أن يضع الشخص أمامه مُثلًا عليا يسير عليها، وليس هناك بالطبع أهم من أن يكون صاحب مبدأ فى أقواله وأفعاله».
من تلك الكلمات بدأت حياة «السيد» داخل منزل يقع فى مدينة «السنبلاوين» بمحافظة الدقهلية، لأسرة عائلها أب تلقى تعليمًا أزهريًا وأصبح من رجالات التعليم، وكان من أصحاب العقليات المتفتحة قولًا وعملًا بفضل عوامل شتى، على رأسها البيئة المحيطة.
وقال الفقيه القانونى والدستورى عن ذلك: «المنطقة التى كُنا نقيم فيها كانت تشهد تجمعًا كبيرًا للإخوة الأقباط وتضم بعض الكنائس، ورغم تنوع عقائد سكانها، كانت بيئة مثالية تؤمن بالتنوع وقبول الآخر، وكان هناك حوار راقٍ وممتع قائم بين أبنائها دون أن يشهد ولو لمرة خروجًا على النص».
وأضاف: «وسط تلك الأجواء تعلمت فكرة التعايش مع الآخرين واحترامهم، وفهمت معنى فقه الاختلاف وليس الخلاف. ولا أدعى قولًا أو أنسب فضلًا بأن تلك عادة ميزت أسرتى وما يجاورها من أسر، بل كل أو تقريبًا معظم الأسر المصرية كانت تتميز آنذاك بتلك الصفات والطباع، فعلى الرغم من أن عدد الأفراد كان كبيرًا، فإن الآباء والأمهات كانوا يحسنون تربية أولادهم، ونادرًا ما كان يشذ أحد الأبناء عن ذلك».
وحين أتى وقت حمل حقائبه من «السنبلاوين» إلى قاهرة المعز، من أجل الالتحاق بكلية الحقوق، لم يشعر «السيد» كابن من أبناء الريف بغربة أو اختلاف جذرى كبير فى العادات والمعاملات بين المدينة والقرية. فأجواء التسامح والمحبة والتنوع كانت هى السائدة فى مصر وقتها خلال خمسينيات القرن الماضى.
وأرجع تفضيله «الحقوق» إلى اكتشافه منذ المرحلة الثانوية أن ملكاته وقدراته تميل بشدة نحو حب القانون، وعندها بدأ فى الذهاب إلى المحاكم لمشاهدة المرافعات، ومراقبة المحامين والقضاة فى أفعالهم وحركاتهم وسكناتهم.
وواصل: «تحول شغفى بالقانون إلى فلسفة ومنطق وتفكير، وبدأت فى صياغة تعريف جديد له، ألا وهو: (القدرة على منطقة الأشياء)، فالقانون له رائحة تخلل خلايا الرأس»، وفق تعبيره.
وحين بدأ الدراسة بين جدران كلية الحقوق، كان همه الأول بل والأوحد هو النجاح فى دراسته، ولذلك بدأ فى «تدقيق» الصحبة، وكانت أخلاقه التى تربى عليها خير عاصم له من سحر القاهرة الفاتن، ليرزقه الله فى النهاية التفوق، ويتم تعيينه فى السلك القضائى وتحديدًا النيابة، وبعد أن حصل على الماجستير انتقل للعمل فى مجلس الدولة.
وخلال فترة عمله فى مجلس الدولة، نجح فى الحصول على منحة سفر إلى فرنسا، حيث اكتشف عالمًا آخر مختلف التفاصيل والعادات والتقاليد، ثم عاد إلى القاهرة واستأنف عمله فى مجلس الدولة، حيث رُقى من منصب إلى آخر وصولًا إلى «مستشار»، المعادل لـ«رئيس محكمة».