كان متمسكًا بالحياة ملء أنفاسه، ودب على الأرض يعافر للانتصار على 4 طعنات غدر مزقت أحشائه، لكن خارت قواه، وتسللت أنفاسه رغمًا عنه، وبات ما يصل إليه من نسيم الحياة معدومًا، حتى فارق الحياة وهو على أعتاب باب المستشفى، فيما وقف سائق التاكسي الذى استوقفه “الذبيح” فى حالة ذهول من هول الموقف الذى مر به، ولم يكن يتخيل أنه سيصادفه يومًا ولو فى أفلام السينما، لكنه شاهده عيانا، وأصر بدوره على تسجيل بياناته لدى الشرطة ليشهد بحالة الغريب المتوفى أمام قاضي المحكمة حتى يأتى بحقه من الجناة أيًا كانوا. وذهب سائق التاكسي يتعرف على قصة الغارق فى دمائه، والذى ظهر أمام سيارته فجأة يستوقفه ويستنجد به لنقله إلى المستشفى، وأمام الخوف والمفاجأة، انطلق السائق بالرجل النازف أملًا فى إنقاذه، وبالسؤال عن اسمه تبين أنه يُدعى “ياسر .م”، وأنه تعرض للضرب المبرح، والطعن 4 طعنات نافذة فى البطن وفى صدره من الناحية اليسرى أسفل العنق مباشرة، وكانت تلك التى استنفدت دماءه وأودت بحياته لحظة وصوله إلى المستشفى. وبالفعل تابع رجال الشرطة الإجراءات اللازمة بتحرير محضر بالواقعة، وإحالته إلى النيابة العامة للتحقيق، وبإجراء التحريات والاستعلام عن المجني عليه وعلاقاته، توصلت الجهود إلى أن “ياسر” كان على خلاف مع أحد جيرانه ويُدعى “سعيد.م”، وبتتبع خط سير الأخير اتضح أنه ترصد للمجني عليه فى طريق عودته من العمل، وكان أعد مسبقًا مطواة للتعدى عليه، وباغته غدرًا بـ4 طعنات متفرقة بالجسم، استقرت إحداها في صدره أسفل الرقبة. وقال شاهد العيان “سائق التاكسي” فى تحقيقات النيابة، إنه حال تجوله في الشارع أثناء عمله، استوقفه المجني عليه غارقًا في دمه، وفتح باب السيارة الأمامي وركب بجواره، وطلب منه الذهاب للمستشفى، فانطلق به بالفعل إلى هناك، لكنه مات قبل إسعافه حال وصوله للمستشفى مباشرةً. وأكدت التحقيقات إدانة المتهم “سعيد”، وأنه قتل المجنى عليه عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وأعد لذلك سلاحا أبيض “مطواة”، ثم انتظره في مكان تأكد من مروره منه، حتى ظفر به وسدد له 4 طعنات متفرقة بالجسم، استقرت إحداها في صدره أسفل الرقبة، فأودت بحياته لحظة وصوله للمستشفى، وقضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالعباسية، برئاسة المستشار مجدي عبدالباري، وعضوية المستشارين محمد عبدالحكيم، ومصطفى رشاد، وسكرتارية شريف محمد، على المتهم بالسجن لمدة 15 عاما لاتهامه بالقتل العمد مع سبق الإصرار.
