زيارتي الي حسني مبارك
لم تكن في الحسبان بل جاءت صدفه أثناء تواجدي مع اثنان من الأصدقاء بالقاهرة كان لهم موعد لزيارة الرئيس السابق بالمستشفي وبعد إلحاح منهم وافقت للذهاب معهم.. وعند الوصول الي باب غرفته . كانت تلك الأحداث..
دخلنا جميعا غرفته السيدة سوزان وعلاء وجمال وفي الركن من بعيد أحمد عز . أصدقائي اذيك يا ريس أخذوه بالأحضان وكمان جمال وعلاء .وعز . وعندما دخلت ونظرت إليهم وقفت واتسمرت في الأرض . أصدقائي ادخل يا جمال سلم علي الريس والجماعة . دخلت واقتربت من الريس السابق ومدد يدي إليه وتفحصت ملامح وجه جيدا وإذا بي أجد تعريجات الزمن عباره عن مجاري مياه راكدة تقارب علي الجفاف .. سلمت عليه في صمت والجلوس يترقب صمتي جلست دون استئذان ولا سلام علي الجالسين من بعيد في الركن عيون أحمد عز تتفحصني وتترقب تجوال نظراته في الغرفه . بدأ صديقي الحديث جمال رشدي من المنيا يا ريس جمال مبارك يرد أخبار أهل المنيا ايه جاوبته بايماء رأسي دون كلام تدخلت السيدة سوزان .. من فين بالمنيا يا استاذ جمال . نظرت إليها وجاوبتها من جوارك في مطار . صمت الجميع ونظر أصدقائي بعضهم لبعض وافتتح أحمد عز النقاش . يتكلم باقتدار منظم مثقف نظريا تدخل أصدقائي معه وجذب النقاش جمال مبارك .. الموضوع مستقبل مصر .. استحوذ أحمد عز علي مجريات الحديث واسترسل في أسباب المشاكل الحالية .. وبعد ربع ساعة من صمتي تدخلت بالكلام فصمت الجميع وأخرجت من جعبتي مهارات وملكات الكلمة .. فالوقت علي أحمد عز تنجذب الجميع لصديقي الرئيس السابق يتخذ موضعا علي سريره لسماعي سوزان تقترب بالكرسي وعلاء وجمال يترقبون .. كلمتي الحاضر وليد الماضي والمستقبل نبت الحاضر . من التعليم تكون يكون آبار ارتواء المجتمع فأما آبار مالحة او عذبه..والتفت الي سوزان بهاء حسين الدين طبيب النساء الذي تولي مهمة التعليم في مصر هو حلقة الانكسار الاولي ففي عهده . تم تجريد المعلم من كل اختصاصاته التربوية والتعليمية . وأصبح المنهج .. مفرغه الفساد.. حولت السيدة سوزان وجهها بعيدا هروبا من اتهامي لها بأن وزير التعليم المذكور طبيب النساء
لأنه كان من المقربين لها وهي من دفعته للوزارة.واسترسلت في حديثي . من الماضي نبت الفساد وترعرع فأصبح أشجار سنط علي مجاري مفاصل الدولة وتجذر بقوة .. فالفساد الآن ثقافة شعب وللاسف الذين يركبون المشهد من جميع الزواية هم من استطاعوا استخدام أدوات الفساد من تملق وانتهازية ومحسوبية وتسلق.. لا يمتلكون أدوات العطاء ولا البناء.. الماضي ادي الي تجريف وتجريد كل مكونات الهوية المصرية ..فتغير كثيرا من سلوك المصريين في الحياة . الترابط والمحبة والتلاحم الذين هم ثقافة النيل وايضا التسامح والعزة والكبرياء الذين هم صفات أبو الهول .. كل ذلك تم تجريفه بفعل عوامل التعليم والفساد.فالتفت مبارك بوجهة بعيد هروبا من اتهامي المبطن .. حاول عز أن يتدخل لكن كان لأسلوب حديثي القوة في اسكاته .. واستكمال الاسترسال في وفجأة دخل زكريا عزمي وبعد إلقاء التحية . جلس في صمت لاستماعي.. وبدأت الكلام.. شيخوخة الماضي جعلت طموح الحاضر وآمل المستقبل متحجر في تحركه .. فتلك الشيخوخه قد أصابت بعض شباب الامه في تفكيره وسلوكه وأخلاقه … حاول زكريا عزمي استقطابي والهروب من اتهامي له فقال … انا معجب جدا بتفكيرك واسلوبك .. واستخرج التليفون ليتصل باحد المسئولين ليرشحني لاحد المناصب.. وعندما علمت انا بذلك منعته وقلت له انا لا أرغب في شئ . استرد تليفونه في صمت.. فالتفت الي جمال مبارك وسألته .. هل تعلم كم كدح فول مدمس بجنيه او كم قرص طعميه بجنيه.. فابتسم في خبث ..وسألته كم كيله قمح في الاردب .وسألته سؤال أخير تعرف الكشك … فضحك الجميع لكي يهربوا من حدة حديثي ..فقلت انت كنت تريد أن تحكم مصر . أنت نتاج شيخوخة والدك الفكرية والسياسية .. أنت منفصل عن الواقع الحياة المصرية .. القمح والفول والطعمية طعام المصريين الذين كنت تود حكمهم وانت لا تعرف شئ عنهم .. وبدأ يتدخل أحمد عز في حديثي … خوفا من توجيه اتهامي له… فقال لي والكلام علي لسانه أن لديه أعظم نظريات إدارة الدول في العالم اقتصاديا وسياسيا … فاستنفر بداخلي حميتي الصعيدي .. فقاطعته وقلت له نعم تلك النظريه ظهرت في تزوير انتخابات 2010 الفاجر الذي ادت الي خراب 25 يناير .. ووضعت مصر بين مخالب المؤامرات والإرهاب … فقال لي وكمان انت يا صعيدي تعلمني السياسة .. فوقفت من علي كرسي بالعصا التي يرتكز عليها الرئيس السابق … فإذا به يصرخ ويقول الحقوني الصعيدي هيموتني … وعلي صوته قفزت من منامي … احاول ان الملم شتات نفسي من حلم زيارة الرئيس..
