fbpx
رياضةمنوعات

جمال رشدى يكتب :الإعلام والإرهاب

 

 

صدم الكثير من المصريين بالإعلام المصري المرئي وتناوله للمشهد الأخير من أحداث الانفجارات التي حدثت في كنيستي ماري جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية حيث استضاف عدد كبير منهم أسر الإرهابيين. كان المشهد مقزز ومؤلم. فبدل أن يشارك الإعلام في معالجة الآثار النفسية والمعنوية لأسر الشهداء وأيضا أن يتناول بالدراسة والتشخيص والتحليل الأسباب التي دفعت إلى تلك الأعمال وبالتالي يتم وضع التصور الكامل ليصياعة روشتة تتضمن العلاج والمتابعة عن طريق عمل لقاءات مع متخصصين. فالذي حدث هو تجسيد حي لدور الإعلام السلبي في تناوله لقضايا المجتمع فهو يشترك بقوة في تعظيم السلبيات ونشرها وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها عدم وجود رقابة رادعة بالقانون تحافظ على الأداء الإعلامي الذي يخدم مصلحة الوطن بجانب أيضا عدم وجود مهنية للدور الإعلام فكثيرا من مقدمي برامج التوك شو لا يمتلكون المقومات المهنية لوظيفتهم فالتسطيح الثقافي وعدم التلامس مع احساس ونبض الشارع وأيضا وما هو أهم ثقافة الإعلام التجاري القائمة على الربح والخسارة والتي تستخدم قضايا المجتمع اسوء استخدام لمحاولة الكسب المادي كل ذلك على حساب الوطن وأمنه جعل الإعلام بعيدا تماما عن دورة المفترض أن يكون عليه وهو المشاركة في المحافظة على مصلحة أمن الوطن وأيضا دوره الأساسي في تسليط الضوء على السلبيات بشكل مهني وطرح المقترحات المتنوعة التي تساهم وتساعد النظام على الرؤية السليمة لتلك السلبيات وكيفية طرح المعطيات المهنية للتعامل معها.. ولكن سقوط الإعلام وخصوصا المرئي في مستنقع عدم المهنية جعل لازما على الدولة اتخاذ خطوات قوية. لمحاولة ضبط دور الاله الإعلامية لتكون مواكبة لما تحتاجه مصر في الوقت الحالي من تكاتف وتماسك جميع مؤسسات المجتمع المتنوعة لمواجهة حالة الحرب الشرسة التي يتعرض لها الوطن على جميع الجبهات داخليا وخارجيا. وربما يساهم المجلس الأعلى القومي لمكافحة الإرهاب مع إعلان قانون حالة الطوارئ ليس في ضبط الأداء الإعلامي فحسب بل في ضبط كثيرا من الأوضاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com