fbpx
اخبارصحة

رائد الشرقاوى : انتخابات 2024 والصورة المشرفة

انتخابات 2024 والصوره المشرفه
الأحزاب المصرية نشأت نشأة قديمة عرف الناس صداها وجدواها وخاصه المثقفين المصريين ووجدوها في فتره ما انها السلاح الوحيد القوي الفعال لصد طغيان الاستعمار وبطشه وكانت الحكومة تتشكل من هذا الحزب أو ذاك مما خلق مناخا وطنيا الى حد ما يشبع رغبة الوطنيين في التغيير وظل الحال هكذا حتى عام 1952 وحينها ولأسباب عديده خبا نجم الاحزاب والتي ترأسها وجهاء المجتمع ومفكروه السياسيين في هذا الوقت وحينما سمح المناخ السياسي في 1978 أيام الرئيس السادات بعودة الأحزاب كانت عودة بطيئة بمعطيات مختلفة تركزت على ركائز بعيدة عن الفاعلية السياسية وظهر هذا الحزب أو ذاك عبارة عن هيئة للحزب ورئيس له وعديد من الأسماء السياسية اللامعة حقا وتمثل منهجا سياسيا فعلا وهم أناس لهم باع في السياسة وأعضاء وجريدة يظهر فيها الحزب مهاجما للسياسة القائمة وليس شريكا في إرساء سياسة تعود بقدر ضخم من النفع على الشعب حتى أصبحت جريدة الحزب فقط متنفسا للعامة ثم تم استغلال هذا الوضع في عصر مبارك على أن هذا الشكل من المعارضة هي معارضة حقيقية تظهر شكلا مظهريا للديمقراطية وكان هناك قليلا من الترهيب والترغيب لرؤساء وأعضاء هذه الأحزاب بحيث لا يخرجون عن النسق الذي ترغبه اداره الحكم في ذلك الوقت وصار الحال على تلك الوتيره حتى مل الشعب وخاصة الشباب هذا الوضع وحدث حراك يناير 2011 والتي اصنفها على انها حراك اجتماعي حاد شمل اغلب الطبقات في شعب مصر هنا اتاحت الدوله الرخوة ظهور للعديد من الوجوه نخص بالذكر هؤلاء الذين يحبون الوطن ويفهمون تلك المعطيات التي تحفظ للوطن أمنه وسلامته هؤلاء الذين أقصدهم ظلوا يدفعون باتجاه حياة سياسية سليمة ,هنا تشكلت أحزاب كالمصرين الأحرار وحماة وطن ومستقبل وطن وسار كل منهم في مساره ولكن وللاسف الشديد ظهروا وكأنهم غير مصدقين للتغيير الحقيقي الذي أفرزه حراك يناير وكان هو الحسنة الوحيد لهذا الحراك الاجتماعي كما اؤمن به وليس الثورة بمعناها الأكاديمي أو الواقعي الذي حدث وعليه ورغم إتاحه الدستور منافسه لو رغبت الأحزاب لأصبحت حقيقية وقوية الا ان الأحزاب حشدت جهدا لم يختلف عن سابقة بالبحث في الشارع عن المحتاجين للدعم المادي أو العيني وهو توجه حميد لو ترافق معه توعية بالوضع السياسي والاجتماعي ودور الأحزاب فيه وكيف يبحث المواطن عن حقه في بلده بطريقة دستورية خلاصتها وأهم بند فيها هو وعيه بالانتخابات على كافه المستويات رئاسية او برلمانية ولكن وبالرغم من التأخر في رد الفعل نحمد الله ان تصدر المشهد ثلاثه مرشحين للرئاسة من اناس لها مركز اجتماعي مرموق وكذا مركز حزبي رفيع إضافه الى رؤية سياسية كانت مثار إعجابي شخصيا وإعجاب العامة عكست وعيا شديدا بمتغيرات المرحلة وأمن مصر القومي بدرجه تثير الإعجاب والدهشة لماذا تأخر هؤلاء عن كل هذا ؟ وقدموا برنامجا محترما للرئاسة به حلول يصعب تنفيذها أم يسهل تنفيذها فنحمد الله ان الصورة أصبحت واضحة بأن هناك من يجرؤ على أن يتقدم بوجهه نظر متفقة أو مخالفة مع إدارة الحكم بذلك القدر من الشجاعة والحكمة.
وبرغم من أنه كان واضحا ان اداره الحكم الان برئاسه السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية صادقة وليس لها توازنات أو توائمات مع أحد الفئات أو مع أحد الكيانات بحيث اتاحت الفرصة للوصول في سباق الانتخابات بصوره أدهشت هؤلاء المتربصين بمصر وادارة الحكم فيها فظهر هؤلاء الساده المحترمين الساعين الى دفع الوطن للامام وليس الى الشهرة أو المظهرية أو التوافق مع أحد الأنظمة البديلة أو التي تكمن خارج البلاد نعم هي تجربة وليده ولدت بطيئة ربما لطول سنوات إهدارها كتجربة جيدة للحكم نعم انها تجربة مثيره للمخاوف اذا نظرنا لضعف نظرة الناخب للمستقبل وللتحديات السياسية للوطن ساعد فيها جمود 30 عام من رخاوة الدوله متواكبة مع إعلام فاسد تماما جامد لا يرسل ثقافة انعكست في ذلك المشهد لشاب فرحت وحزنت عندما سألني بلهجة بسيطة يا حج انا عاوز أنتخب بس مش عارف أعمل ايه وانتخب مين وحاورته لمدة نصف ساعه أو تزيد مع فنجان من القهوة جمعني به ان قبلني على راسي ولم يقل شيء عن انني عطلته أو ما شابه وقال جمله مزلزلة لكل مصر
“ياه ده احنا في غيبوبه ومش عارفين فيه ايه”
وهنا يقفز الى الذهن ذلك الإعلام المشوه والبرامج الحوارية الفاسدة والقنوات التي تروج لأدوية أو تبرعات أو ثقافة سلعية كلها برامج للنصب والتحايل وإهدار قيمة الوقت وقيمة الوطن فيما يجب ان يقدم للمصريين ولا يفوتني ان الوم الرقابة الشعبية قبل الرقابة القانونية على هذا الجهاز الاعلامي ولكن ذلك الضوء الذي ظهر في اخر النفق هو ان هذه الانتخابات وبما تفرزه من ثلاثة مرشحين رضينا ام ابينا تصبح صوره لديمقراطيه مهما شابها ضعف او تاخير هي عباره عن نوبه صحيان للاحزاب التي طالما تكلمت كثيرا عن اهدار الفرص المتاحه لها للظهور او للعمل على ارض الواقع والوطن فعليهم الان والشعب كله رقيب انهم لابد وان يقدموا سياسات وان يظهروا ليس في دور النقاد فقط ولكن المشاركين في ارساء سياسات مجتمعيه اولا وسياسيه ثانيا تنهض بهذا المجتمع فكل المجتمعات الراقيه حولنا كانت للاحزاب تلك الرؤيه التي دفعت هذه المجتمعات الى الامام والى تلك الدرجه من الرفاهيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com