في ظل زخم الأحداث الموجودة على الساحة المصريه تلعب وسائل الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي لدى قطاع عريض من الشعب المصري، الذي يستقي معلوماته من وسائل الإعلام والصحف التي أغلبها مُوجَّهة، وتُعبِّر فقط عن وجهات نظر أصحابها،
وهو ما يدل على أن تشكيل ثقافة المواطن وقناعاته ستكون وفقًا لسياسة وآراء وتوجهات الصحيفة أو وسيلة الإعلام التي يتابعها. ومع الاهتمام الشعبي والجدل السياسي الدائر على جميع الأصعدة والمستويات أصبح الجميع يتكلمون ويبنون آراءهم وفقًا لما يُكَوِّنُوه من خلال قراءاتهم أو مشاهداتهم الإعلامية دون تحليل للمواد المقدمة إليهم التي غالبًا ما تكون غير صحيحة، ومبينة على آراء مشكوك فيها.:
إن تشكيل الوعي وصناعة الرأي العام لا يتم بين عشية وضحاها، بل يبدأ منذ لحظات الطفولة الأولى إلى مرحلة المدرسة والجامعة والنادي، فتكوين الوعي عملية مستمرة من الولادة حتى الممات.ومن هنا يأتي دور الاعلام الوطني الذي يهدف الي البحث عن الهويه والبحث عن الفعاليه وادارة الصراع بين الإلتزام والتلاعب .يجب أن تهتم مؤسسات الدوله الوطنيه بصناعة السينما التي تنمي الإحساس بالإنتماء وزرع المبادئ والقيم وتعظيم قيمة العمل وعدم الإنسياق وراء الشعارات دون التحقق من صدقها .فقد كانت صناعة السينما المصريه تقود
لمجتمع إلي سن العديد من التشريعات المنظمهللعلاقات الإجتماعيه مثل افلام جعلوني مجرما وأريدحلا وأفواه وأرانب فكيف تحولت السينما من تقديم فن هادف له رساله الي فن باهت للترفيه بل للتشويه أحيانا. يجب أن تلتفت الدوله الي أهمية تشكيل وعي المواطن علي أساس الدوله المدنيه والمواطنه ودولة القانون وأن لا تترك تشكيل وعي المواطن
للمؤسسات الدينيه التي تستهدف الانتماء الديني والتمييز حتي وصلنا الي هذا الحال من الانقسام والتطرف والتدين الشكلي وعدم قبول الآخر والتعصب للطائفه التي يتبعها دون النظر الي مصلحة الوطن والأمه المصريه أقدم دوله مدنيه في التاريخ .وأن نقف بالمرصاد ضد التحول إلي الإنتماء الديني فقط.فوظيفة الإديان هي ذرع الخير والمناداه بالقيم والمبادئ
لطيبه وعلاقة العبد بربه أما الدوله المدنيه فيجب أن تكون الدوله هي الهدف . أن مصر لا زالت في مرحلة البناء وإعادة توعية المجتمع في ظلِّ الاضطرابات، وتداخل الرؤى الموجود حاليًّا، فلا يجب فرض رأي على آخر أو محاولة تغليب رؤية على أخرى مع ضرورة أن تتعامل المؤسسات السياسية والإعلامية برفق وحذر في تلك المرحلة الحرجة، خاصة أن “شرايين” التواصل المجتمعية كانت مسدودة، ونطالب وسائل الإعلام
بترشيد أدائها؛ ليصبح أكثر توازنًا.
إن أخطر ما تتعرض له مصر الآن هو موجة غياب الوعي أو الفهم الخاطئ للأوضاع الحقيقية؛ بسبب ترويج بعض وسائل الإعلام لتوجهاتٍ سياسية معينة تريد حمل الناس عليها.أننا لم نتخلص بعد من عقدة النظام السابق وما خلفه من فسادٍ ووعودٍ كاذبه ويجب علي وسائل الإعلام بأن تمارس دورها التوعوي الصحيح لاستعادتها مرةً أخرى. أن الوعي الجماهيري يأتي من عدة مصادر أهمها المؤسسة الإعلامية التي يقع على عاتقها أهم جزءٍ في تشكيل الوعي، فالبعض يعتقد أن الإعلام دوره فقط هو عرض الحقائق دون أن يكون له أي دور في تحليل الوقائع، والمنافسة الصحفية جعلت الإعلام يُركِّز على عرض السلبيات والتقليل من الإيجابيات، أن أكبر خطرٍ يمكن أن يسببه غياب الوعي هو فقدان الثقة بين المواطنين والنظام، ويجعل الناس لا يُفرِّقون بين الأهم
والأكثر أهميةً ، أن هناك بعض الفئات التي ليس لديها وعي جيد، وهم قلة، ولكن يجب ألا يُستهان بها لخطورتها .
أن القاعدة الأولى لإنشاء جيلٍ واعٍ هي التعليم؛ لأنه هو الأساس الذي يتم البناء عليه، فلو كان الأساس سليمًا فسيعطيك بناءً كاملاً وسليمًا غير مشوهٍ، فشبابنا كما يُسميهم الإمام محمد عبده هم “الغرس”، ويجب أن نربيهم على الوطنية والانتماء تربيةً صحيحةً، وأن نثقفهم جيدًا؛ لأنهم عماد الوطن في المستقبل.
فعليكم بالتعليم والثقافه والإعلام الوطني وصناعة السينما النظيفه الأصيله المليئه بقيمنا ومبادئنا والإهتمام بالفن المبني علي التنوير وإضاءة المناطق المظلمه في الوعي الجمعي للشعب المصري