fbpx
رياضة

رينيه رأفت تكتب : ثورة فى الخمسينة

ثورة فالخمسينة
رينيه رأفت
بعد خمسة أعوام مرت على ثورة يناير، شهدنا فيهم أحداث كثيرة وكوارث أكثر، حيث تجاهلوا كل فكرة وقتلوا فينا كل جميل، دون الالتفات إلى الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة وإلى وأدها وما تبعها من نكبات وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وتعيلمية وبشرية. فالبراعم التي ثارت لم يكن لديها خطة محددة، كل ما كان لديهم حلم لا سلاح فيه كي يفرض وجوده سوى الإيمان بالتغيير، لذا تعرضوا جميعًا للاتهامات بالتخوين والعمالة. حقًا إنهم العملاء الذين باعوا أرواحهم ومستقبلهم وحرياتهم مقابل فتات الطعام، وبخس المال ؟؟!! لا عجب فيما تعرضوا له من اتهامات تؤكد أحقيتهم في الثورة، فمن ذا الذي يبيع نفسه مقابل فتات الطعام والمال، إلا إذا كان جائع عارِ. إنه حقًا عام الشباب نحن البراعم التي نضجت وقررت أن تبني أوطانها بعد وأد الثورة، فسلاحهم هذه المرة هو الغرف المغلقة ذات الجدران العتمة، والقوارب المطاطية غير الآمنة على الأطلاق، فهي الأصلح للتغيير. أما عن القضبان الحديدي الذي يشع كل يوم بصيص من الأمل، فقد استقبل ما تبقى منهم بحفاوة لا تقل عن حفاوة الميادين التي احتضنت دماءهم، فقد كانت خير الرُسل لمقابر جنت البراعم بدلًا ممن ضحك برؤسهم المشيب. وهؤلاء الذين استجمعوا قواهم ليشاهدوا ويهتفوا لأجل من ماتوا من أصدقائهم، فقد احتوتهم المقاهي واحتضنت أحلامهم، على الرغم من يقينهم بانتظار الأصفاد لهم بعد كل حديث يدور، إلا أنهم أصبحوا سكارى الخمسينة التي يحسونها من شاي وقهوة، فمرارتها هي الشيء الوحيد الذي يلتهم حنضل الواقع ويجعل ابتساماتهم تعلو وجوههم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com