المهندس محمد فرج من قيادات حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى
مر عامان على رحيل الفارس والزعيم الوطنى المصرى خالد محيى الدين، فبرحيله ففى 6 مايوعام ٢٠١٨، فقدت الحركة الوطنية المصرية والعربية وقوى التقدم والسلام فى العالم، رمزًا من رموز النضال الوطنى والديمقراطى من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، فالراحل الكبير انضم منذ شبابه لكتيبة الضباط الأحرار الذين قادو ثورة يوليو ٥٢ للتخلص من تحالف الاحتلال الأجنبى والملك والإقطاع، كتحالف للفساد والاستغلال الاجتماعى الذى ترك مصر تحت ثلاثية الفقر والجهل والمرض، ومنع إمكانيات تحررها وتقدمها، وكان الراحل الكبير على الرغم من انتمائه لعائلة من الفئات الغنية من ملاك الأرض؛ إلا أنه انتمى فكريًا لطموحات العدل الاجتماعى فصار مدافعًا صادقًا عن حقوق العمال والفلاحين وأبنائهم فى العمل والتعليم والعلاج والترقى الاجتماعي.دمج الراحل الكبير خالد محيى الدين دائمًا فى فكره ونضاله بين ضرورات التحرر الوطنى واستقلال الإرادة الوطنية وضرورات التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، فكان مناضلا صلبًا- أيًا كان موقعه فى السلطة أو خارجها- ضد مؤامرات الاستعمار
والصهيونية، وضد خططها لتفتيت وتفكيك جبهة النضال العربية ضد الاحتلال الصهيونى للأراضى العربية، ومن هذا المنطلق رفض بصلابة زيارة السادات القدس وما ترتب عليها من اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة السلام مفرقًا بين السلام ومتطلباته وأدوات تحقيقه والحلول الانفرادية التى اعتبرها فى حينها دعوة للحرب والانفراد بكل دولة عربية على حدة وليست دعوة للسلام.ودمج الراحل الكبير بين رفضه العدوان الخارجى على مصر والوطن العربى ورفضه الاستغلال وبرامج التمييز الاجتماعى والتفاوت فى توزيع الدخل القومى والثروة القومية داخليًا، ومن هذا المنطلق رفض سياسات الانفتاح الاقتصادى- ليس لأنه فقط انفتاح سداح مداح- بل لأنه كذلك إعادة إنتاج للفئات الطفيلية التى تثرى على حساب غالبية الفئات والقوى الاجتماعية، بما ينتجه من إطلاق لقوانين السوق وانسحاب الدولة من دورها التنموى الاقتصادى ومن دورها الاجتماعي، وبما ينتجه من تضخم وبطالة وتطرف وعنف وإرهاب، وطرح فى مواجهة تلك السياسات حزمة من السياسات التى تقوم على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإعادة توزيع الثروة لمواجهة الفقر والجهل والمرض وبناء قواعد العدالة الاجتماعية.