مقاطع من سيرة بسام فى أرض الغربة
كانت زرقة السماء فى هذا اليوم مشوبة بنور أرض آفل ، شعر برعب من مجهول قادم لا محاله ، وأحس أنه يذوب ، يذوى ، يموت واقفاً كالأشجار،
شعر بقرف لا يعرف مصدره ، ظل ثلاث ليال لم ينم ، فقد كان يجوب الشوارع يبحث عن وسيلة تخلصه من هذا العذاب ، وكأن كل الذى كان ليس أكثر من حلم جميل.
فى كل منعطف من المنعطفات تشم رائحة ذكرى عطرة ، تشم أيضا رائحة الموت، تتجمع الذكريات داخل رأسك تنزف منها رائحة الورد ورائحة البارود معاً .
بسام شاب سورى من حلب ، هاجر الى جزيرة الشيخ بجنوب سيناء ، لملم أشياءة المادية الصغيرة ورحل إلا أنه لم يستطيع أن يجمع أحلامه وذكرياته ومشاعره ، هاجر بسام ليس لأنه يريد ذلك بل لأنه أرغم عليه بسبب الأوضاع الإنسانية هناك، ربما ترك شعوره بأنه ترك كل شئ فى بلده
مزيداً من الغربة لديه، أكثر ما يؤرقه أغنية تغنيها إبنته الكبرى عن العودة تقول كلماتها .
سنعود الى الدار يا أمى سنعود
سنعود الى بيارة الزيتون سنعود
سنعود الى حديقه الكروم سنعود
سيعود الأمن والأمان والحب والإنسان لوطنى
~~~~~~~~
بسام يجلس على سفح أحد الجبال ، هناك مقهى محبب لديه يرتاده معظم الأصدقاء، يسمع أغنيه لايفهمها .
ذات يوم إستيقظت المدينة كلها على أحداث مسجد الشيخ ،وامتدت الاعتدائات الى خارج المسجد ثم تم الاعتداء على سيارته “البورش “القديمة وهذا هو التطرف الذى يجعل كل شخص من المتطرفين يطلق أحكاماً غير صائبة على الأوضاع المنظورة .
قال له صديقه التطرف يعنى ان هناك فئه لا تعرف الدين الحقيقى ولكن تدعيه.
التدين الحقيقى يدفع الى العلم والإيمان .
قال بسام : حين تنشر دور النشر عندنا عن عذاب القبر للأطفال وواجب القتال وأن المرأة عورة وجهاد النكاح، فاعلم أن الباب مفتوح على مصراعيه للتطرف .
قال الصديق: يجب على النشطاء الاستعداد والتعلم والتكيف مع المتغيرات ويلاحظ ان دعاة التغيرغير متفقين على راى واحد ولا يقفون في خندق واحد
~~~~~~~~~~~~~~~~
عندما غادر بسام سيناء واختارها دون غيرها عن كل محافظات القطر المصرى،اختارها لكثرة الرزق فيها بسبب ما تتمتع به من مناظر طبيعية وهواء عليل يضاهى سوريا ،أما الآن فلم يبق بها الا طيب الهواء وقد شوهد بسام في عدة أماكن من رأس محمد بسيناء ، يرتدى رث الثياب وقد استطال شعره ممسكاً في يده مبخرة متخذاً مظهر المجاذيب .
ولما مات كتب على قبره من فقد وطنه فقد معه كل شئ .
ناهد صبرى