fbpx
اخبارمنوعات

من هو الدكتور سليم حسن شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ55

ولد سليم حسن في 8 أبريل 1893م في قرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، حصل على البكالوريا 1909، وبعدها دبلوم المعلمين، والتحق بالمدرسة المسائية العليا لدراسة الأثار المصرية واللغة المصرية القديمة التي أنشأها أحمد كمال باشا، وحصل على دبلوم الدراسات العليا.
وفي 1919 عمل مدرساً في مدرسة أسيوط الثانوية، ثم في مدرسة الناصرية بالقاهرة، واختارته وزارة المعارف العمومية لوضع كتب التاريخ المصري المقررة على مختلف مراحل التعليم في المدارس المصرية.. وفي عام 1921 عُين في وظيفة أمين مساعد بالمتحف المصري بالقاهرة، ثم أوفد إلى بعثة علمية بالنمسا عام 1923، وحصل على الدكتوراه من جامعة فيينا عام 1934، وأثناء إقامته بالنمسا التحق بكلية الدراسات العليا بجامعة السوربون بباريس.
وعندما عاد إلى مصر عُين أستاذاً لكرسي الأثار عام 1935، وأتيح له عندئذ القيام بحفائر أثرية ضخمة لحساب المتحف المصري وجامعة فؤاد الأول في منطقة الأهرام وأبي الهول بالجيزة وفي منطقة سقارة.. كما قام بعدة رحلات كشفية إلى بلاد النوبة حيث أجرى مجموعة من الحفائر أسفرت عن اكتشافات أثرية هامة.
وفي عام 1936 عين وكيلا لمصلحة الأثار المصرية، وهو أول مصري يشغل هذا المنصب الذي كان مقصوراً على العلماء الأجانب، الأمر الذي أثار حفيظة بعض هؤلاء العلماء فوقفوا ضده.. وكان الدكتور سليم حسن قد اتصل بالقصر الملكي لاسترداد مجموعة القطع الاثرية التي كانت في حيازة الملك فؤاد الأول فأعادها الملك إليه لعرضها بالمتحف المصري بالقاهرة.. ولكن عندما تولى الملك فاروق عرش مصر بعد وفاة أبيه طالبه بإرجاع هذه القطع الأثرية باعتبارها من الممتلكات الخاصة لأبيه، فرفض الدكتور سليم حسن هذا الطلب وازدادت بالتالي فرص المؤامرات والتحديات ضد وجوده في المناصب الرسمية المتعلقة بالأثار إلى أن صدر قرار بإحالته إلى المعاش عام 1939م، وكان آنذاك له من العمر حوالي ستة وأربعين عاماً.
وكان هذا القرار سبباً في تفرغ الدكتور سليم حسن لموسوعته العظيمة التي نحن بصددها، وأيضاً تفرغه لنشر أعماله العلمية واكتشافاته الأثرية باللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية، كما نشر نص عربي لكتابه الذي دونه بالإنجليزية في الأصل عن أبو الهول، وله كتابان في الأدب المصري القديم – تم إدراجهم ضمن موسوعته عندما نشرتها مكتبة الأسرة عام 2000م – كما أصدر كتابين عن تاريخ أوربا وتركيا، وترجم إلى العربية كتاب برستد “فجر الضمير”، وبلغت أعماله حوالي 50 عملا ما بين مقالات وبحوث علمية وكتب، وتوفي في 29 سبتمبر 1961م.
تقع موسوعة مصر القديمة في ستة عشر مجلداً، وحوالي (11300 صفحة) وفيها يجول بنا سليم حسن في تاريخ مصر القديم منذ ما قبل التاريخ لينتهي مع سيرة بطليموس السابع (حوالي 116 ق.م)، وفي هذا البحث التاريخي نجد اهتمام الأثري سليم حسن بكل المُتاح من اللقى الأثرية والتماثيل والمقابر والمعابد وأوراق البردي، فهو يسجل هذه الأشياء باستفاضة تخص الباحث الدارس أكثر مما تخص القارئ العادي، وفي ذات الوقت نجده يسجل سجلاً كاملاً للحضارة والمدنية، فمنذ الجزء الأول ومن عصور ما قبل التاريخ وهو يتحدث في كل عصر عن الفن والدين والحياة العامة لأهل هذا العصر بقدر المتاح، وعن التأثيرات السياسية والاقتصادية على المجتمع، ولا يغفل أن يعطي القارئ رؤية مستفيضة عن الشعوب والحضارات التي تقاطع تاريخها مع التاريخ المصري، ففي الجزء السابع نجد لمحة في تاريخ لوبية (ليبيا)، وفي العاشر يقدم سرد تاريخي كامل للسودان، وهكذا عندما يتحدث عن الأشوريين والعبرانيين والفرس واليونان، فموسوعة الدكتور سليم حسن أعظم موسوعة في التاريخ المصري القديم وتاريخ الحضارة المصرية القديمة، فهي تعد الموسوعة المتكاملة الوحيدة – في أية لغة من لغات العالم – التي وضعها وصنّفها عالم واحد بمفرده، تناول فيها شرحاً دقيقاً وتحليلاً مستفيضاً عن مراحل وتاريخ الحضارة المصرية، وبالرغم ما يقال – حقيقة وصدقا – إن علم الآثار يعتبر من العلوم المتجددة باستمرار بسبب ما يتم كشفه تباعاً من آثار جديدة قد تؤدي إلى تصويب ما كان مستقراً من قبل من معلومات أثرية، وبسبب التفسيرات الحديثة لقواعد اللغة ونصوصها القديمة مما قد يؤدي أيضا إلى إعادة النظر في المعاني والتفسيرات السابقة، إلا أن موسوعة الدكتور سليم حسن قد أسست في اللغة العربية دراسة علم الأنثروبولوجيا التاريخية والأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية باحتوائها على الدراسات والبحوث المتعلقة بعلاقة الثقافة الشعبية المصرية المعاصرة بالتراث المصري القديم ورموزه الطوطمية والعقائدية، كما أثبتت مدى تأثير اللغة المصرية القديمة في اللغة المصرية العامية الدارجة، وتأثيرها أيضاً في مجال موروثات الأدب الشعبي.
شنودة الأمير 
غدا الجزء الثانى موسوعة مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com