متابعه : كارولين سمعان
24- ميسون جحا
بعد مؤتمرها الانتخابي الأخير، في ولاية فيلادلفيا، بدت مرشحة الحزب الديموقراطي الأمريكي للانتخابات الرئاسية في صورة واعدة. وقد اعتبر معظم المراقبين المؤتمر ناجحاً، خلافاً لمؤتمر الحزب الجمهوري الذي رشح دونالد ترامب. لكن رون فورنيير، معلق سياسي رفيع في ناشونال جورنال، كتب في مقالته الأخيرة في صحيفة ذا أتلانتيك الأمريكية، أن كلينتون وقعت في ورطة كبيرة، عندما فبركت كذبة جديدة.
ويقول فورنيير إن المرشح الجمهوري، ترامب، أتبع إساءته لعائلة بطل قومي أمريكي، بأن كشف عن جهله حيال تدخل روسيا في أوكرانيا، وإنكاره وجود أية علاقة تربطه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الذي أكدها سابقاً، ومن ثم إخفاقه في دحض شكوك بقيام فريقه بتعديل برنامج الحزب الجمهوري، من أجل حماية مصالح بوتين.
أخطاء
ويتابع الكاتب بأنه، نتيجة لكل تلك الأخطاء، تقدمت هيلاري كلينتون بعدة نقاط على ترامب، ما يشكل أخباراً جيدة لأمريكيين يعتقدون أن ترامب غير إنساني، ومزاجي ولا يصلح لأن يكون رئيساً لأمريكا.
ديماغوجي
ولكن، يقول فورنيير: “لست غاضباً من ترامب، وأتوقع أن يكون بغيضاً، ولكني غاضب من كلينتون، لأنها أتبعت مؤتمرها بكذبة لا ضرورة لها، ما يعطي الناس عذراً آخر لرفضها، وقشة رقيقة أخرى يمسك بها ناخبون لم يقرروا بعد من سينتخبون، ومما يجعلهم يؤيدون، ولو في وقت متأخر، رجلاً وصفه مايكل بلومبيرغ، عمدة نيويورك سابقاً، بأنه ديماغوجي خطير”.
تكذيب
يلفت الكاتب إلى أنه، في الأحد الماضي، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لكريس والاس، مقدم برنامج سياسي في فوكس نيوز، إن جميس كومي، مدير إف بي آي برأها من تهمة تضليل الرأي العام بشأن فضيحة استخدام بريدها الإلكتروني الخاص في عملها كوزيرة للخارجية. ولكن كومي رد بقوله: “كانت إجاباتي صادقة، وما قلته يتسق مع ما كشفت عنه للشعب الأمريكي، بأنه تمت مناقشة قرارات استدعت إجراء تصنيف بأثر رجعي لتلك الرسائل الإلكترونية”.
وهنا يكرر فورنيير رأيه بأن كلينتون أخطأت وهي تعلم بذلك، مما يجعل من قولها أكذوبة أخرى.
تقصي حقائق
في هذا السياق، كتب غلين كيسلر في صحيفة واشنطن بوست إن “ما قالته هيلاري كلينتون يجعلها تتجاهل كل الدلائل الدامغة المثيرة للقلق التي كشفتها تحقيقات إف بي آي”.
ويضاف إليه أن أفعالها تدخل في إطار التهجم على قانون حرية تداول المعلومات، ومفهوم الرقابة التشريعية.
جنون عظمة
وعلى رغم أخطاء كلينتون، يقول الكاتب إنها لا تقاس بتعصب وكذب وجنون عظمة وخواء ترامب الفكري. وليست هناك مساواة بين كلينتون وترامب، المرشحين الأقل شعبية في التاريخ المعاصر.
ويضيف: “أشعر بالاستياء من كلينتون لأني أتوقع أن تكون أفضل مما هي عليه، ولأن الشعب الأمريكي بحاجة للأفضل، وأقول مجدداً: إذا أصبح ترامب رئيساً لأمريكا، فإن كلينتون تتحمل المسؤولية”.
لا مصداقية
ويحذر الكاتب من أن عدم صدقيتها قد يدفع عدداً من الناخبين المستقلين والمترددين إلى معسكر ترامب، أو باتجاه مرشح آخر، من حزب غير رئيسي. وإذا ابتعد عدد كبير من الناخبين عن كلينتون لأنها قضت على مصداقيتها، أو لكونهم يرفضون التغاضي عن سلوكها، فإن الرموز النووية ستصبح في عهدة ترامب.
فات الأوان
ولذا، يدعو فورنيير مستشاري كلينتون، وكبار الديموقراطيين ووسائل الإعلام الليبرالية إلى التوقف عن التستر عليها، والكف عن نشر أقوالها وتبييض صفحتها. لقد فات الأوان لأن تظهر في صورة جديدة صادقة، ولكن الديموقراطيين الشرفاء مطالبون، على الأقل، بالإصرار على منعها من مواصلة تعكير المياه، وتكرار الأكاذيب.