fbpx
اخباررياضةسياسةمنوعات

​ميدو يقول لوزير الرياضة نعم هناك تعصب ضد الأقباط في الكرة

حتى عقود عمره الثلاثة التي انفرطت لم تفلح في دفن حلمه، ذاك الحلم الذي لا يزال على قيد الحياة، فالأحلام لا تعرف القبور، تتحول
لذكرى في لحظات سعادة قطنت الخيال وتخبئ رغبة انتقام ممن اغتال الحلم فطرحه جريحا.

١٠ آلاف يوم هي ملخص عمره التي صيرته رجلا ثلاثينيا، لكن آلاف الأيام لم تجعله ينسى هذا اليوم، فكيف ينسى نظرات الإعجاب التي تبدلت لتجاهل عندما نطق اسمه، عندما ذهب مع رفيق الدراسة لاختبارات الناشئين في ناديهما المفضل، ليقدم عرضا مبهرا أمام المدرب الذي أبدى إعجابه وسأله على اسمه ليغادر الشاب الموهوب أرض الملعب في انتظار وعد المدرب بالاتصال به، لكنه لم يفعل ليدرك بعدها أنها وسيلة للتخلص منه، فالدين عندما يعرف طريقه للرياضة لا تسأل عن الموهبة، فغادر الطفل القبطي أرض الملعب ليكمل رفيقه مشواره الرياضي في هذا النادي، فالملعب فرَّق بينه وبين رفيقه المسلم، لكن الفتى القبطي حبس حلمه داخل دوريات الكنائس فهي الملجأ الوحيد لموهبته، لكن ظل هاويا داخل ملاعب لا تعرف طريق الاحتراف.

تلك القصة واقعية ومملة لأي قبطي يسمعها، فآلاف القصص تتداول داخل أسوار الكنيسة عن مواهب مدفونة وكأن قدرها أن تكون حبيسة الكنائس.

عندما سئل المسؤول الأول عن الرياضة عن أسباب غياب الأقباط في الدوري الممتاز، أجاب وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز، «إن الأخوة الأقباط يركزون في التعليم وأنشطة الكنيسة المختلفة بخلاف أنشطة المدرسة، وينخرطون في مشروعات كثيرة جدا في الجانب الثقافي والتكنولوجي، لكن لا يهتمون باللعب في الشوارع التي يمكن من خلالها خروج نماذج إلى الأندية للعب بها، لكن لا يأخذ أي أحد أن هذا الأمر يحمل أي عنصرية».

* حتى تبرير الطائفية خال من أي ملامح من المنطق، وكأن موهبة كرة القدم لا طريق لها إلا الشارع، وفجأة تحول وزير الرياضة والشباب إلى مسؤول في الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فذكر إحصائية خيالية بأن الأقباط تركوا كرة القدم وركزوا في أنشطة أخرى.

يا سيادة الوزير: هل يعقل أن ملايين الأقباط اعتزلوا كرة القدم؟ هل تصدق ما تقوله؟
.

ربما لم يقتنع وزير الشباب والرياضة بعد، فإليه شهادات ربما تقنعه إن أراد

* لاعب الإسماعيلي السابق محسن عبدالمسيح «سيحة» خلال حوار له يوم 21 سبتمبر 2016 مع جريدة وطني:
«عندما أخبرني مراسل «فرانس فوتبول» عام 1986 أنه كان في اتحاد الكرة، وقابل مستر سميث المدير الفني وسأله لماذا لم تختر محسن عبدالمسيح للمنتخب، ففتح مستر سميث له الأجندة، وقال اسمه موجود، وأنا طلبته ولكن في اتحاد الكرة قالوا لا يصلح لأنه لا يعرف قراءة القرآن».

* البابا تواضروس الثاني خلال حوار له مع صحيفة «اليوم السابع» يوم 22 مارس 2018:

– «حين كان يشارك بعض الشباب والأطفال في النوادي والأنشطة العامة في المجتمع يجدون رفضًا أو صدًا أو طردًا، فكانت النتيجة هي تأسيس نوادي التربية الكنسية، الكنيسة كأم حاولت توفير ذلك، فمن كل 50 كنيسة تجد كنيسة لديها ناد، وهى لم تكن بنية العزل ولكن كرد فعل على ما جرى.

– «لا تسأل الأقباط بل اسألوا الملاعب والأندية عن غيابهم، التشجيع أجمل شيء، هل من المعقول كل فرق القدم في مصر مفيهاش واحد قبطي، مفيش واحد قبطي رجله سليمة ولعب كورة شراب في الشارع وبقى لاعب؟».
.

هل ما زال وزير الشباب والرياضة لا يقتنع؟ ربما لديه حق فهي شهادات مجروحة، لأن أصحابها أقباط، فليسمع شهادة أول لاعب مسلم لم يخش قول الحقيقة.

* أحمد حسام ميدو خلال حواره في قناة «دي. إم. سي»:

«إن مجتمعنا يعاني من العنصرية، فهل يعقل أن في تاريخ كرة القدم مفيش غير 5 لاعبين مسيحيين بس لعبوا في top level (الدوري الممتاز)، أغلب اللاعبين الناشئين المسيحيين بيعتزلوا الكورة وهم صغيرين بسبب عنصرية بعض مدربين الناشئين، قبل كدا قدمت اقتراحا وأنا في لجنة إعداد قانون الرياضة إنه لازم يبقى فيه 10% من اللاعبين الأقباط في فرق الناشئين».
.

أدعو وزير الشباب والرياضة- إن لم يقتنع- لمشاهدة دوريات الكنائس للحظات محدودة ليرى المواهب التي اعتزلت الشوارع واختبأت داخل الكنائس.

كيف تتحدثون عن المواطنة وملاعبكم خالية من الأقباط؟

عالجوا ملاعبكم من «المسيحية فوبيا» فلا مبرر لها.

.

هكذا جدد «ميدو» الخطاب الديني، لا سبحة لا لحية لا ثياب أسود نحتاجهم في تجديد الخطاب الديني، كل ما نحتاجه بشرا يؤمنون بالمواطنة لا يعرفون الأحضان الكاذبة وكلمات تتزين بمواطنة مزيفة.

العنصرية سمة البشر في كافة المجتمعات، حتى الدول التي تذكرنا بأن وطننا لا يزال محاصرا بقيود العالم الثالث، هذه الدول تعاني من العنصرية لكنك لن تسمع فيها شعارات (زنجي وأبيض إيد واحدة)، هؤلاء أدركوا إن الأزمة هي ألا تعترف بالأزمة.

لمن ينكر الأزمة أو يقلل من أهميتها، لا تطلب من طفل تُقتل موهبته بسبب دينه ألا يتسلل داخله احتقان من مجتمع أجبره على اعتزال ما يحب.

ويسألونك عن الخطاب الديني قل لهم لا خطاب ديني يُجدد عندما تغيب المواطنة.

عزيزي اللاعب القبطي الناشئ

لماذا استسلمت؟!، نعم كل الطرق تقودك للفشل لكن الحقوق لن تأتى بالبكاء، لكن تنُتزع بالإرادة، لا تسمع لمن أقنعوك أن الموهبة لا طريق لها مهما فعلت.

«اليأس تسرب إلى أولياء أمور اللاعبين الناشئين الأقباط»، هكذا لخص لاعب الإسماعيلي السابق محسن عبدالمسيح «سيحة» قائلا: «أولياء الأمور لا يشجعون أولادهم الأقباط على خوض التجربة، وأيضا عدم غرسهم في نفوس أولادهم الإصرار والمثابرة وإعادة المحاولات مرات كثيرة مع أندية ومدربين مختلفين، وأيضا الوقوف بجانبهم ومساندتهم طالما يتمتعون بالموهبة».

عندما كتبت تلك الكلمات أدركت أنها لن تحل الأزمة طالما العقول تنكرها، وأكدت ظنوني حالة التجاهل الإعلامي لتصريحات «ميدو» التي نصفها في مجال الصحافة بالتصريحات النارية، في حين تتهافت الصحف على تصريحات وزير الرياضة التي تنفي الأزمة كعادة كل المسؤولين.

هذه الكلمات ربما تفيد كاتبا آخر يأتي بعد عشرات السنوات يكتب عن نفس الأزمة، فيبحث عن «التصريح الظاهرة» لأول لاعب مسلم يعترف بالتعصب ضد اللاعبين الأقباط، فالاعتراف بالحقوق في وطننا أصبح ظواهر نادرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com